للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يؤدي إلى ازدياد ملوحة الماء، وأحيانا ترتفع نسبة المواد السامة، بمياه الأنهار.

وتتمثل مصادر تلوث مياه الأنهار في المخلفات المنزلية والقمامة التي تلقى في الأنهار، كما تتمثل في الفضلات الصناعية التي قد تحتوي على مواد سامة، وعلى سبيل المثال فإن معظم الصناعات في منطقة حلوان بمصر تلقي بمخلفاتها في نهر النيل، وقد توصل أحد البحوث أن بمصر ما لا يقل عن ٧٠٠ مصنع تلقي بمخلفاتها في نهر النيل١، وإلى جانب ما تلقيه المصانع من مخلفات فهناك كذلك مئات العوامات والبواخر السياحية التي تلقي بفضلاتها الآدمية بنهر النيل، ومن الطريف هنا أن نشير إلى أن مرض التسمم الزئبقي الذي يعرف باسم الميناماتا سمي بهذا الاسم؛ وذلك لظهور إصابات بهذا المرض في منطقة خليج ميناماتا باليابان عام ١٩٥٣م نتيجة لتلوث المياه بمخلفات من بينها مركبات الزئبق من مصنع إنتاج للمواد الكيمائية٢. وتتعرض معظم بحيرات العالم لأنواع مختلفة من التلوث، إما بسبب الصرف الصحي، كما هي الحال في بحيرة مريوط بالإسكندرية أو بسبب الحيوانات النافقة التي تلقي فيها كما هي الحال في بعض البحيرات الأفريقية. وقد تعاني من المخلفات الصناعية كما هي الحال في البحيرات العظمى في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد لوحظ أن قناة السويس أصبحت أيضا تعاني من مشكلة التلوث بسبب ما تلقيه البواخر من مخلفات، وقد ألقت بعض البواخر منذ بضع


١ الإنسان وتلوث البيئة، مرجع سبق ذكره، ص١٥٣.
٢ البيئة ومشكلاتها، مرجع سبق ذكره، ص١٧١.

<<  <   >  >>