للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أسجاع١ مسيلمة٢

كان مسيلمة يصانع قومه ويلاطفهم مع ادعائه النبوة ليلتفت قومه حوله وليكثر أتباعه وأنصاره، وقد ساعده على ذلك نهار الرحال بن عنفوة الذي كان قد هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ القرآن وفقه في الدين وبعثه معلما لأهل اليمامة وليشغب على مسيلمة، لكنه ما لبث أن انضم إلى مسيلمة وصدقه في الظاهر. لذلك قيل إنه كان أعظم فتنة على بني حنيفة من مسيلمة وهو الذي شهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم شهد لمسيلمة أنه رسول الله، وقد اتفق المؤرخون على أن مسيلمة ادعى النبوة قبل وفاة رسول الل، هـ غير أن الأستاذ مرجوليث يزعم أنه تنبأ قبل مبعث رسول الل، هـ وهذا من الغرابة بمكان وليس في التاريخ ما يؤيد زعمه، فما الذي ألجأه إلى ذلك؟ إن السبب الذي دعاه إلى ذلك هو نفس السبب الذي دفعه إلى الاعتراض والطعن في السيرة النبوية لتشويهها إنه يريد أن يفهم القارئ أن رسول الله هو الذي قلد مسيلمة وحذا حذوه فادعى النبوة وهو يعلم حق العلم أن مسيلمة كذاب وأنه مقلد طامع في الملك ولهذا قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني حنيفة وسأله أن يشركه معه في النبوة فأبى وحاول أن يضاهي القرآن تغريرا بعقول السذج من قومه فجاء كلامه سخيفا.

وإنا بعد ذلك نورد من أسجاعه ما عثرنا عليه ليتبين القارئ هذا المتنبئ ومبلغ علمه

١- والليل الدامس٣ والذئب الهامس٤ ما قطعت أسيد من رطب ولا يابس٥

٢- والليل الأطحم٦ والذئب الأدلم٧ والجذع الأزلم٨ مانتهكت أسيد من محرم.

٣- إن بني تميم قوم طهر لقاح لا مكروه عليهم ولا إتاوة، نجاورهم ماحيينا بإحسان نمتعهم من كل انسان فإذا متنا فأمرهم إلى الرحمن.

٤- والشاء والوانها وأعجبها السود وألبانها والشاه السوداء واللبن الابيض إنه لعجب محفص وقد حرم المذق فما لكم لا تمجعون.

٥- ياضفدع ابنة ضفدعين مقي ماتنقين أعلاك في الماء واسفلك في الطين لا الشارب تمنعين


١- أسجاع من السجع أي تكلم بكلام له فواصل كفواصل الشعر في غير وزن
٢- تاريخ الطبري: ٢/٢٧٦ البداية والنهاية: ٦/٣٣٦ الطبقات الكبرى: ١/٣١٧ الإصابة: ٢/٥٣٩ البدء والتاريخ: ٥/١٦٣.
٣- الدامس: الشديد الظلمة
٤- الهامس: الشديد وسمي بالهامس لأنه يمشي بخفية فلا يسمع صوت وطئة
٥- سير أعلام النبلاء: ٣/٩٦ تاريخ الطبري: ٢/٢٧٦ البداية والنهاية ٦/٣٢٦
٦- الأطحم: دفعته الأولى
٧- الأدلم: الشديد السواد
٨- الأزلم: المقطوع الطرف من الإبل

<<  <   >  >>