للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رَأَيْتُ، قَالَ: فَصَفَّ الْخَيْلَ ثُمَّ صَفَّ الْمُقَاتِلَةَ، ثُمَّ صَفَّ النِّسَاءَ، مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ، ثُمَّ صَفَّ الْغَنَمَ، ثُمَّ صَفَّ النَّعَمَ، قَالَ: وَنَحْنُ بَشَرٌ كَثِيرٌ قَدْ بَلَغْنَا سِتَّةَ آلَافٍ- أَظُنُّهُ يُرِيدُ الْأَنْصَارَ-.

قَالَ: وَعَلَى مُجَنَّبَةِ [ (٣) ] خَيْلِنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: فَجَعَلَتْ خَيْلُنَا تَلُوذُ [ (٤) ] خَلْفَ ظُهُوَرِنَا، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنِ انْكَشَفَتْ خَيْلُنَا، وَفَرَّتِ الْأَعْرَابُ، وَمَنْ نَعْلَمُ مِنَ النَّاسِ، فَنَادَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم يال المهاجرين [ (٥) ] يال المهاجرين، ثم قال: يال الأنصار. يال الأنصار.

قَالَ أَنَسٌ: هَذَا حَدِيثُ عِمِّيَةٍ [ (٦) ] قَالَ قُلْنَا لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَايْمُ اللهِ مَا أَتَيْنَاهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمُ


[ (٣) ] (وعلى مجنبة) قال شمر: المجنبة هي الكتيبة من الخيل التي تأخذ جانب الطريق، وهما مجنبتان: ميمنة، وميسرة، فسمى الطريق، والقلب بينهما.
[ (٤) ] (فجعلت خيلنا تلوي) هكذا هو في أكثر النسخ: تلوي: وفي بعضها: تلوذ. وكلاهما صحيح.
أي فجعلت فرساننا من أفراسهم ويعطفونها خلف ظهورنا.
[ (٥) ] (يال المهاجرين يال المهاجرين، ثم قال يال الأنصار يال الأنصار) هكذا هو في جميع النسخ في المواضع الأربعة: يال، هي لام مفصولة مفتوحة، والمعروف وصلها بلام التعريف التي بعدها. وهي لام الجر. إلا أنها تفتح في المستغاث به، فرقا بها وبين مستغاث له، فيقال: يا لزيد لعمرو.
بفتح في الأولى وكسر في الثانية.
[ (٦) ] (هذا حديث عمية) هذه اللفظة: ضبطوها في صحيح مسلم على أوجه: أحدها عميّة، قال القاضي: كذا روينا هذا الحرف عن عامة شيوخنا، وفسّر بالشدة، والثاني عميّة، والثالث عميّة أي حدثني به عمي. وقال القاضي: على هذا الوجه معناه عندي جماعتي. أي هذا حديثهم. قال صاحب العين: العم الجماعة. قال القاضي: وهذا أشبه بالحديث. والوجه الرابع كذلك إلا أنه بتشديد الياء، وهو الذي ذكره الحميدي صاحب الجمع بين الصحيحين، وفسره بعمومتي، أي حديث فضل أعمامي، أو هذا الحديث الذي حدثني به أعمامي. كأنه حدث بأول الحديث عن مشاهدة ثم لعله لم يضبط هذا الموضع لتفرق الناس، فحدثه به من شهده من أعمامه أو جماعته الذين شهدوه.