للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَابُ كَيْفَ كَانَ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ وَكَيْفَ كَانَ يَكُونُ عِنْدَ نُزُولِهِ، وَمَا ظَهَرَ لِأَصْحَابِهِ فِي ذَلِكَ مِنْ آثَارِ الصِّدْقِ

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، قَالَ أَخْبَرَنَا [ (١) ] أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ الْبُوشَنْجِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِينِي أَحْيَانًا فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ [ (٢) ] ، فَيَفْصِمُ [ (٣) ] عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ: وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا، فَيُكَلِّمُنِي، وَأَعِي مَا يَقُولُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ، وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ [ (٤) ] عَرَقًا.


[ (١) ] «قال أخبرنا» هكذا دوما في نسختي (ف) و (ك) .
[ (٢) ] في صحيح ابن حبان «وهو أشدّ عليّ» .
[ (٣) ] في البخاري، والموطأ: «فيفصم عني» ، ومسلم: «ثم يفصم عني» ، والمعنى واحد: أي يقلع وينجلي ما يتغشاني منه.
قال الخطابيّ: «قال العلماء: الفصم هو القطع من غير إبانة، وأما القصم فقطع مع الإبانة والانفصال، ومعنى الحديث: أن الملك يفارقه على أن يعود، ولا يفارقه مفارقة قاطع لا يعود» .
[ (٤) ] (يتفصد) : من الفصد وهو قطع العرق لإسالة الدم، قاله الحافظ ابن حجر، واليوم فهو [] أخد الدم من الوريد، بواسطة ابرة واسعة القناة، و [] الدم [] سم، وفي بعض الحالات [] ذلك [] وينخدم لعلاج بعض الحالات هبوط القلب في الحالات الأخيرة المصحوبة بعسر التنفس، وفي ضغط الدم الدماغي، وفي ازدياد عدد كريات الدم الحمراء الأولى، وهنا شبه جبينه بالعرق المفصود مبالغة في كثرة العرق.