للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «يُدْنَى المُؤْمِن يوم القيامة من ربه حَتَّى يضع عَلَيْهِ كنفه فيقرره بذنوبه فَيَقُولُ: أتعرف ذنب كَذَا أتعرف ذنب كَذَا فَيَقُولُ: ربي أعرف، قَالَ: فإني سترتها عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وأنَا اغفرها لَكَ الْيَوْم فيعطى صحيفة حسناته» . متفق عَلَيْهِ.

وينبغي لمن قربت مفارقته الدُّنْيَا أن يكون على باله ما تقدم من آيات الرجَاءَ وأحاديث الرجَاءَ. وَاللهُ أَعْلَمُ وصلى الله على مُحَمَّد وعلى آله وصحبه وسلم.

شِعْرًا: ... نَادَتْ بِوَشْكَ رَحِيلِكَ الأَيَّامُ ... أَفْلَسَتْ تَسْمَعُ أَمْ بِكَ اسْتِصْمَامُ

وَمَضَى أَمَامَك مَنْ رَأَيْتُ وَأَنْتَ لِلْـ ... بَاقِينَ حَتَّى يَلْحَقُوكَ إِمَامُ

مَا لِي أَرَاكَ كَأَنَّ عَيْنَكَ لا تَرَى ... عِبَرًا تَمُرُّ كَأَنَّهُنَّ سِهَامُ

تَأْتِي الْخُطُوبُ وَأَنْتَ مُنْتَبِهُ لَهَا ... فَإِذَا مَضَتْ فَكَأَنَّهَا أَحْلامُ

قَدْ وَدَّعَتْكَ مِن الصِّبَا نَزَوَاتُهُ ... فَاجْهَدْ فَمَالَكَ بَعْدَهُنَّ مَقَامُ

وَأَرْضَ الْمَشِيبَ مِن الشَّبَابِ خَلِيفَةً ... فَكِلاهُمَا لَكَ خِلْفَةٌ وَنِظَامُ

وَكِلاهُمَا حُجَجٌ عَلَيْكَ قَوِيَّةٌ ... وَكِلاهُمَا نِعَمٌ عَلَيْكَ جِسَامُ

وَلَقَدْ غَنِيتَ مِنَ الشَّبَابِ بِغِبْطَةٍ ... وَلَقَدْ كَسَاكَ وِقَارُهُ الإِسْلامُ

أَهْلاً وَسَهْلاً بِالْمَشِيبِ مُؤَدِّبًا ... وَعَلَى الشَّبَابِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ

مَا زُخْرُفُ الدُّنْيَا وَزُبْرُجُ أَهْلِهَا ... إِلا غُرُورٌ كُلُّهُ وَحُطَامُ

وَلَرُبَّ ذِي فُرُشٍ مُمَهَّدَةٍ لَهُ ... أَمْسَى عَلَيْهِ مِن التُّرَاب رُكَامُ

وَلَكَمْ رَأَيْتُ مَحَلَّةً أَقْوَتْ وَكَمْ ... جَدَثٌ رَأَيْتُ تَلُوحُ فِيهِ عِظَامُ

وَالْمَوْتُ يَعْمَلُ وَالْعُيُونُ قَرِيرَةٌ ... تَلْهُو وَتَعْبَثُ بِالْمُنَى وَتَنَامُ

فَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي هُوَ دَائِمٌ ... أَبَدًا وَلَيْسَ لِمَا سِوَاهُ دَوَامُ

وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي لِجَلالِهِ ... وَلِحِلْمِهِ تَتَصَاغَرُ الأَحْلامُ

وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي هُوَ لَمْ يَزَلْ ... لا تَسْتَقْلُ بِعِلْمِهِ الأَوْهَامُ

سُبْحَانَهُ مَلِكٌ تَعَالَى جَدُّهُ ... وَلِوَجْهِهِ الإِجْلالُ وَالإِكْرَامُ

<<  <  ج: ص:  >  >>