للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى بإخراجها كلها لأخرجتها بطيب نفس، وكلن يقول: كم من شيء كنت أحسنه أود الآن إني لا أحسنه وما يغني ما أحسن من الخير إذا لم أعمل به.

وكان يقول: (من جهل العبد أن يخاف على الناس من ذنوبهم ويأمن هو على ذنوب نفسه) .

ويقول بعضهم: طوبى لمن كان صمته تفكرًا وكلامه ذكرًا ومشيه تدبرًا وكان سفيان الثوري يقول: إذا فسد العلماء فمن بقي في الدنيا يصلحهم ثم ينشد:

يَا مَعْشَرُ الْعُلَمَاءِ يَا مِلْحَ الْبَلَدْ ... مَا يُصْلِحُ الْمِلْحَ إِذَا الْمِلْحَ فَسَدْ

آخر: ... وَرَاعِ الشَّاةَ يَحْمِي الذِّئْبَ عَنْهَا ... فَكَيْفَ إِذْ الذِّئَابُ لَهَا رُعَاةُ

بِالْمِلْحِ يَصْلَحُ مَا يَخْشَى تَغَيُّرُهُ ... فَكَيْفَ بِالْمِلْحِ إِنْ حَلَّتْ بِهِ الْغِيَرُ

والله أعلم. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ) : وقال بعض العلماء: إخواني اعلموا أن صلاح الأمة وفسادها بصلاح العلماء وفسادهم وأن من العلماء رحمة على الناس يسعد من اقتدى بهم وأن من العلماء فتنة على الأمة يهلك من تأسى بهم.

فالعالم إذا كان عاملاً برضوان الله مؤثرًا للآخرة على الدنيا فأولئك خلفاء الرسل عليهم السلام والنصحاء للعباد والدعاة إلى الله فيسعد من أجابهم ويفوز من اقتدى بهم ولهم مثل أجر المتأسين بهم.

وتلا بعض أهل العلم قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} .

فقال: هذا حبيب الله هذا ولي الله هذا صفوة الله هذا خيرة الله هذا أحب أهل الأرض إلى الله أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحًا في إجابته وقال: إنني من المسلمين إنه خليفة الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>