للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تبتلينا واستعملت ما عندك فيما يقرب إلى الله والدار الآخرة وسألت الله أن يثبتك على الإيمان وأن يزيغ قلبك بعد إذ هداك وأن يهب لك من لدنه رحمة وأن يهيئ لك من أمرك رشدًا.

شِعْرًا: ... وَلا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا لِمَنْ يَكُنْ لَهُ ... مِن اللهِ فِي دَارِ الْمُقَامِ نَصِيبُ

فَإِنْ تُعْجِبُ الدُّنْيَا رِجَالاً فَإِنَّهَا ... مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَالزَّوَال قَرِيبُ

آخر: ... يُحْصِي الْفَتَى مَا كَانَ مِنْ نَفَقَاتِهِ ... وَيُضِيعُ مِنْ أَنْفَاسِهِ مَا أَنْفَقَا

وَكَأَنَّمَا دُنْيَا ابْنِ آدَمَ عِرْسُهُ ... أَخَذَتْ جَمِيعَ تُرَاثِهِ إِذْ طَلَّقَا

اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام ثبت محبتك في قلوبنا وقوها وألهمنا يا مولانا ذكرك وشكرك وآمنا من عذابك يوم تبعث عبادك، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

«موعظة» : عباد الله نحن في زمن لا نسيء إذا عددنا أهله من ضعفاء المتدينين الذي غلبت عليهم المداهنة، والتملق، والكذب، راجع حال السلف المؤمن حقًا وانظر حالنا اليوم، تعجب من الفرق المبين.

كان هذا المال بأيديهم بكثرةٍ، ومع ذلك لا يدور عليه الحول، لأنهم نصب أعينهم قوله تعالى: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} ، وقوله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} .

مطمئنين على قوله تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} كانوا إذا وصل إليهم المال يصيبهم قلق حتى يتصدقوا به على حد.

شِعْرًا: ... لأَشْكُرَنَّكَ مَعْرُوفًا هَمَمْتَ بِهِ ... إِنَّ اهْتِمَامَكَ بِالْمَعْرُوفِ مَعْرُوف

وَلا أَذُمُّكَ إِنْ لَمْ يُمْضِهِ قَدَرٌ ... فَالرَّزْقُ بِالْقَدَرِ الْمَحْتُوم مَصْرُوفُ

<<  <  ج: ص:  >  >>