للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: قلت لهم: متى ترحلون؟ قالوا: حين ينتهي القادمون. وقال آخر: أجالس قومًا إن حضرت وعظوني ولم يؤذوني وإن غبت لم يغتابوني يريد الموتى.

وَكَيْفَ أَشِيد فِي يَوْمِي بِنَائِي ... وَأَعْلمُ أَنَّ فِي غَدٍ عَنْهُ ارْتِحَال

فَلا تَنْصِبْ خِيَامَكَ فِي مَحَلٍ ... فَإِنَّ الْقَاطِنِين عَلَى ارْتِحَال

آخر: ... زَيَّنْتْ بَيْتَكَ جَاهِدًا وعَمَرْتَهُ ... ولَعَلَّ غَيْرَكَ صَاحَبٌ لِلْبَيْتِ

وَالْمَرْءُ مُرْتَهَنٌ بِسَوفَ ولَيتَنِي ... وَهَلاكُهُ في سَوْفِهِ وَاللَّيْتِ

أَلا أَيُهَا المَغْرورُ في نَومِ غَفْلَةٍ ... تَيَقَّظْ فإنَّ الدَّهَر للناسِ ناصِحُ

فكَمْ نائِم في أوَّلِ الليلِ غَافِلٍ ... أَتَاهُ الرَّدَى في نَوْمِهِ وهو صَابِحُ

فَشْقَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ جَيْبَ صَبَاحِهِ ... وقَامَتْ عَلَيْهِ لِلطُّيُورِ نَوَائِحُ

اللهم يا مصلح الصالحين أصلح فساد قلوبنا واستر في الدنيا والآخرة عيوبنا واغفر بعفوك ورحمتك ذنوبنا وهب لنا موبقات الجرائر واستر علينا فاضحات السرائر ولا تخلنا في موقف القيامة من برد عفوك وغفرانك ولا تتركنا من جميل صفحك وإحسانك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ)

ثم اعلم أن الإكثار من ذكر الموت مستحب مرغب فيه وله منافع وفوائد جليلة منها تقصير الأمل ٢- الزهد في الدنيا ٣- القناعة منها باليسير ٤- الرغبة في الآخرة ٥- التزود للآخرة بالأعمال الصالحة ٦- الإعتناء بالوصية والمبادرة فيها ٧- الابتعاد عن المعاصي.

وورد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أكثروا ذكر هاذم اللذات الموت» . وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثلث الليل قام فقال: «أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>