للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يرد طرف اللفافة العليا من الجانب الأيسر على شقه الأيمن ثم يرد طرفها الأيمن على الأيسر ثم الثانية كذلك ثم الثالثة كذلك ويجعل أكثر الفاضل عند رأسه ثم يعقدها وتحل في القبر، لقول ابن مسعود إذا أدخلتم الميت القبر فحلوا العقد. رواه الأثرم.

شِعْرًا:

إِنَّ الَّذِي كَانَ بَعْضُ الأَرْضِ يَمْلِكُهُ ... أَمْسَى مِنْ الأَرْضِ قَدْ يَحْوِيهِ مِتْرَانِ

وَغَابَ عَنْ مُلْكِهِ الْمِسْكِينُ وَاقْتَسَمُوا ... أَمْوَالَهُ فَاعْتَبِرُوا وَاقْتَدِ بِيَقْظَانِ

آخر:

وَعُري عَنْ ثِيَابٍ كَانَ فِيهَا ... وَأُلْبِسَ بَعْدَ أَثْوَابَ انْتِقَالِ

وَبَعْدَ رُكُوبِهِ الأَفْرَاسَ تِيهًا ... يُهَادَى بَيْنَ أَعْنَاقِ الرِّجَالِ

إِلَى قَبْرٍ يُغَادَرُ فِيهِ فَرْدًا ... نَأَى مِنْهُ الأَقَارِبُ وَالْمَوَالِي

تَخَلَّى عَنْ مُوَرِّثِهِ وَوَلَّى ... وَلَمْ تَحْجُبه مَأْثَرَةُ الْمَعَالِي

موعظة: عباد الله ما هذا التكاسل عن الطاعات وزرع الأعمار قد دنا للحصاد وما هذا التباعد ومدد الأيام قد قاربت للنفاد، وما هذا التغافل والتكاسل عن إعداد الزاد ليوم الميعاد.

خَلَتِ الْقُلُوبِ مِنَ الْمَعَادِ وَذِكْرِهِ ... وَتَشَاغَلُوا بِالْحِرْصِ وَالأَطْمَاعِ

صَارَتْ مَجَالِسُ مَنْ تَرَى وَحَدِيثَهُمْ ... فِي الصُّحُفِ وَالتِّلْفَازِ وَالْمِذْيَاعِ

آخر: ... تَزَوَّدْ لِلَّذِي لا بُدَّ مِنْهُ ... فَإِنَّ الْمَوْتَ مِيقَاتُ الْعِبَادِ

يَسُرُّكَ أَنْ تَكُونَ رَفِيقَ قَوْمٍ ... لَهُمْ زَادٌ وَأَنْتَ بِغَيْرِ زَادِ

عباد الله أين الحسرات على فوت أمس أين العبرات على مقاسات الرمس أين الاستعداد ليوم تدنو فيه منكم الشمس، {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>