للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الخلق لا افتضح فكيف لو اطلع عليه الناس كافة فَلِمَ لا يشكر الله على ستر مساويه أظهر الجميل وستر القبيح.

وأيضًا ما من عبد إلا وقد رزقه الله في صورته وأخلاقه أو صفاته أو جاهه أو أهله أو ولده أو مسكنه أو بلده أو سائر محابه أمورًا لو سلب ذلك منه وأعطى ما خصص به من ذلك غيره لكان لا يرضى وذلك مثل أن الله جعله مؤمنًا لا كافرًا وحيًا لا ميتًا وإنسانًا لا بهيمة وذكرًا لا أنثى وصحيحًا لا مريضًا وعاقلاً لا مجنونًا وسليمًا لا معيبًا فإن هذه خصائص فعليه أن يشكر الله جل وعلا في كل ساعة ولا يغفل.

شِعْرًا:

إَذَا أَنَا لَمْ أَشْكُرْ لِرَبِي دَائِمًا ... وَلَمْ أُصْفِ مِنْ قَلْبِي لَهُ الْوُدَّ أَجْمَعَا

فَلا سَلَمَتْ نَفْسِي مِنَ السُّوءِ سَاعَة ... وَلا نَظَرَتْ عَيْنِي مِنَ الشَّمْسِ مَطْلَعَا

شِعْرًا:

تَبَارَكَ مَنْ لا يَعْلَمُ الْغَيْبَ غَيْرُهُ

وَمَنْ لَمْ يَزَلْ يُثْنِي عَلَيْهِ وَيُذْكَرُ

عَلا فِي السَّمَواتِ الْعُلَى فَوْقَ عَرْشِهِ

إِلَى خَلْقِهِ فِي الْبِرِّ وَالْبَحْرِ يَنْظُرُ

سَمِيعٌ بَصِيرٌ قَادِرٌ وَمُدَبِّرٌ

وَمَنْ دُونُهُ عَبْدٌ ذَلِيلٌ مُدَبَّرُ

يَدَاهُ لَنَا مَبْسُوطَتِانِ كِلاهُمَا

يَسِحَّانِ وَالأَيْدِي مِنَ الْخَلْقِ تَقْتُرُ

وَإِنْ فِيهِ فَكَّرْنَا اسْتَحَالَتْ عُقُولُنَا

وَأُبْنَا حَيَارَى وَاضْمَحَلَّ التَّفْكُّرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>