للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر: ... النَّاسِ دَاءٌ دَفِيْنٌ لا دَوِاءَ لَهُ ... الْعَقْلَ قَدْ حَارَ مِنْهُمْ فَهُوَ مُنْذَهِلُ

إِنْ كُنْتَ مُنْبَسِطًا سُمِّيتَ مَسْخَرَةً ... أَوْ كُنْتَ مُنْقَبِطًا قَالُوْا بِهِ ثِقَلُ

وَإِنْ تُوَاصُلِهُمْ قَالُوا بِهِ طَمَعٌ ... وَإِنْ تُقَاطِعَهُمْ قَالُوْا بِهِ مَلَلُ

وَإِنْ تَهَوَّرَ يَلَقُوْهُ بِمَنْقَصَةٍ ... وَإِنْ تَزْهَدْ قَالُوْا زُهْدُهُ حِيَلُ

آخر: ... لِقَاءُ أَكْثَرُ مَنْ تَلْقَاهُ أَوْزَارُ ... فَلا تُبَالِ أَصَدُّوا عَنْكَ أَوْزَارُوْا

لَهُمْ لَدَيْكَ إِذَا جَاؤُكَ أَوْ طَارُ ... فَإِنْ قَضَوْهَا تَنَحُّوْا عَنْكَ أَوْ طَارُوا

فأما ضبط الفرج عن الحارم فلأن عدمه مع وعيد الشرع وزاجر العقل معرة فاضحة وإثم واضح، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من وقي شر ذبذبة ولقلقة وقبقبة فقد وقي» . وفي رواية: «فقد وجبت له الجنة» . والمراد بالذبذب الفرج وبلقلقه لسانه، وبقبقبة بطنه.

والداعي إِلَى الوقوع فِي الحرام شيئان إرسال الطرف والثاني إتباع الشهوة وَقَدْ تقدم الكلام عَلَى النظر المحرم فِي (ص ٢٠٩) :

شِعْرًا: ... لَيْسَ الظَّرِيْف بِكَامِلٍ فِي ظُرْفِهِ ... حَتَى يَكُونَ عَنْ الْحَرَامِ عَفِيفَا

فَإِذَا تَوَرَّعَ عَنْ مَحَارِمَ رَبِّهِ ... فَهُنَاكَ يُدْعَى فِي الأنَامِ ظَرِيْفَا

ومن ذلك ترغيب النفس فِي الحلال عوضًا عن الحرام وإقناعها بالمباح بدلاً من المحرم فإن الله مَا حرم شيئًا إلا وأغنى عنه بمباح ليكون ذلك الإغناء عونًا عَلَى الطاعة، وحاجزًا عن المخالفة، قال عمر رضي الله عنه: مَا أمر بشيء إلا وأعان عليه، ولا نهى عن شيء إلا وأغنى عنه.

مَا أَقْبَحَ الْعِرْضُ مَدْنُوسًا بِفَاحَشَةٍ ... يَخُطُّهَا اللَّوْحُ أَوْ يَجْرِي بِهَا الْقَلَمُ

وَالْحُسْنُ لا حُسْنَ فِي وَجْهٍ تَأَمَّلُهُ ... إِنْ لَمْ تَكُنْ مِثْلَهُ الأخْلاقُ وَالشِّيَمُ

وَلِلْشَّبِيْبَةِ بُنْيَانُ تُكَمِّلُهُ ... لَكَ الثَّلاثُوْنَ عَامًا ثُمَّ يَنْهَدِمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>