للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتبذير السخيف في الطرق التي غير شرعية وسبب ذَلِكَ موافقة سُحفاء العقول في تصرفاتهم.

فالعاقل إذا جاءه من يرضى دينه وعقله ما يغتر بالزخارف وينخدع بالبهارج الكاذبة ويحذو حذاء المسرفين بل ينقاد لعقله الراجح ودينه الحق وتعاليمه السامية ويرضى بالميسور إذا كَانَ له السلطة التامة علي أهله، وإن كَانَ من المستضعفين فيحاول بالتي هِيَ أحسن فإن عجز فلَيْسَ له وَاللهِ إِلا الصبر والرِّضَا بما قدره الله وقضاه في هَذَا الزمن الَّذِي انحط أهله وسيطرت فيه النساء على الرِّجَال وصار الأكثر من الرِّجَال عِنْدَ أهليهم وأولاًدهم بمنزلة الخادم الحقير ومَعَ ذَلِكَ فهو حارس وخادمٌ محقورٌ ومحامي للأموال التي ستؤول إليهم ولا شكر مِنْهُمْ ولا ثناء. وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ وعَلَيْهِ التكلان.

اللَّهُمَّ اجعلنا ممن يأخذ اْلكِتَاب باليمين، وَاجْعَلْنَا يوم الفزع الأكبر آمنين، وأوصلنا بِرَحْمَتِكَ وكرمك إلى جنات النَّعِيم، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المسلمين، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

(فَصْلٌ)

وإليك قصة سعيد بن المسيب رحمه الله

قال أبو وداعة: كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياماً فَلَمَّا جئته قال: أين كنت؟ قُلْتُ: توفيت زوجتي فاشتغلت بها. فَقَالَ: هلا أخبرتنا فشهدناها فَلَمَّا أردت أن أقوم قال: هل أحدثت امرأة غيرها؟ فقُلْتُ: يرَحِمَكَ اللهُ ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>