للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَمِيع الزلات، واستر عَلَيْنَا كُلّ الخطيئات وسامحنا يوم السؤال والمناقشات، وانفعنا وَجَمِيع المسلمين بما أنزلته من الكلمَاتَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

(فَصْلٌ)

ومِمَّا لا يستهان به ويحرص عَلَيْهِ أن تَكُون الزوجة ذات دين شريفة فإن الشريفة غالبًا تحافظ علي شرفها وسمعتها وتبعد عما يدنس الشرف وقَدْ قال عمر بن عَبْد الْعَزِيز لرجل: أشر عليَّ فيمن أستعمل. فَقَالَ: أمَّا أرباب الدين فلا يريدونك وأمَّا أرباب الدُّنْيَا فلا تريدهم ولكن عَلَيْكَ بالإشراف فَإِنَّهُمْ يصونون شرفهم عما لا يصلح.

وروي عن أبي إسحاق قال: دعاني المعتصم يومًا فأدخلني معه الحمام ثُمَّ خَرَجَ فخلا بي وَقَالَ: يا أبا إسحاق في نفسي شَيْء أريد أن أسالك عَنْهُ إن أخي المأمون اصطنع فأنجبوا واصطنعت أَنَا مثلهم فلم ينجبوا قُلْتُ: وَمِنْهُمْ قال: اصطنع طاهر وابنه وإسحاق وآل سهل فقَدْ رَأَيْت كيف هم واصطنعتُ أَنَا الأفشين فقَدْ رَأَيْت إلي ما آل أمره وأساس فلم أجده شَيْئًا وكَذَلِكَ انباح ووصيف.

قُلْتُ: يا أمير الْمُؤْمِنِين ها هنا جوابٌ على أمان من الْغَضَب. قال: لك ذَلِكَ. قُلْتُ: نظر أخوك إلى الأصول فاستعملها فأنجبت فروعها واستعملت فروعًا لا أصول لها فلم تُنجب. فَقَالَ: يا أبا إسحاق مُقاساةُ ما مر بي هذه المدة أَهْوَن عليَّ من هَذَا الجواب. أ. هـ.

وقيل: إن جعفر بن سليمان بن علي عاب يومًا على أولاده وأنهم ليسوا كما يجب فَقَالَ له ولده أَحَمَد بن جعفر: إنك عمدت إلى فاسقي مَكَّة والْمَدِينَة فأوعيت فيهن بضُعك ثُمَّ تريد أن ينجبوا وإنما نَحْنُ لضاجبات الحجاز هلا فعلت في ولدك ما فعل أبوك فيك حين اختار لك عقيلة قومها.

وينبغي أن يقتصر على زوجة واحدة خوفًا من عدم العدل قال الله تَعَالَى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن

<<  <  ج: ص:  >  >>