للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فَصْلٌ)

وبعد مولده ? أرضعته أمه آمنه بنت وهب بن مناف بن زهرة بن كلاب ثُمَّ أرضعته ? ثوبية عتيقة أبي لهب أعتقها حين بشرته بولادة النَّبِيّ ? ثُمَّ أرضعته حليمة السعدية.

قَالَتْ حليمة السعدية التي أراد الله أن تَقُوم بإرضاعه قدمت مكه مَعَ تسع نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضاع في سنة شهباء علي أتان لي ومعي صبي لنا وقَدْ عرض رسول الله ? علي كُلّ امرأة منا فأبين أن يرضعنه حينما علمن أنه يتيم الأب.

وَذَلِكَ أَنَا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقول إنه يتيم ما عسي أن تصنع أمه وجده فكنا نكرهه لذَلِكَ قَالَتْ: فو الله ما بقي من صواحبي امرأة إِلا أخذت رضيعاً فَلَمَّا لم أجد غيره قُلْتُ لزوجي وَهُوَ الحارث بن عبد العزي والله إني لا أكره أن أرجع من بين صواحبي ولَيْسَ معي رضيع لانطلقن إلي ذَلِكَ اليتيم ولآخذنه.

قال لا ضرر عَلَيْكَ أن تفعلي. عسي الله أن يجعل لنا فيه بركة فذهب ثُمَّ أخذته بما هُوَ عَلَيْهِ فأقبل عَلَيْهِ ثديي بما شَاءَ من لبن فشرب حتى روي وشرب ابني حتى شبع فودعت النساء بعضهن بعضاً.

ثُمَّ ركبت أتاني وأخذت محمداً بين يدي ثُمَّ مشت أتاني حتى سبقت دواب النَّاس الَّذِينَ كَانُوا معي وصاروا يتعجبون مني ثُمَّ وصلنا إلي منازل بني سعد ولا أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا به كثيرة اللبن فنحلب ونشرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>