للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر: ... فِي أَنَّ الدُّنْيَا ... بقُلُوبِ النَّاسِ مُتَمَكِنْ حُبُّهَا

هِيَ المُشْتَهَى والمُنْتَهَى ومَعَ السُّهَى ... أمَانِيٌ مِنْهَا دُوْنَهُنَّ العَظَائِمُ

وَلَمْ تَلْقَنَا إِلاَّ وفِيْنَا تَحَاسُدٌ ... عَلَيْهَا وإِلاَّ فِي الصُّدُوْرِ سَخَائِمُ

وَاللهُ أَعْلَمُ وصلي الله علي مُحَمَّد وآله وسلم.

(فَصْلٌ)

وإليك نماذج من حلمه فقَدْ أراد مرة أن يعلم أصحابه الحلم والأناة والتؤدة وضبط النفس فروي أن أعرابياً جَاءَ يَوْمًاً يطلب من النَّبِيّ ? شَيْئاً فأعطاه ? ثُمَّ قال له أحسنت إليك قال الأعرابي ولا أجملت فغضب المسلمون وقاموا إليه فأشار إليهم أن كفوا ثُمَّ قام ? ودخل منزله فأرسل إليه وزاده شَيْئاً ثُمَّ قال له أحسنت إليك قال نعم فجزاك الله من أَهْل وعشيرة خيراً.

فَقَالَ النَّبِيّ ? إنك قُلْتُ ما قُلْتُ آنفاً وفي نفس أصحابي من ذَلِكَ شَيْء فان أحببت فقل بين أيديهم حتى يذهب ما في صدورهم عَلَيْكَ قال نعم فَلَمَّا كَانَ الغد جَاءَ فَقَالَ له النَّبِيّ ? إن هَذَا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضي أكَذَلِكَ قال نعم فجزاك الله من أَهْل وعشيرة خيراً.

فَقَالَ رسول الله ? مثلي ومثل هَذَا وكمثل رجل له ناقة شردت عَلَيْهِ فاتبعها النَّاس فلم يزيدوها إِلا نفوراً فناداهم صاحبها فَقَالَ لهُمْ خلوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها منكم وأعلم فتوجه لها بين يديها فأخذ من قمام الأرض فردها حتي جاءت واستناخت وشد عَلَيْهَا رحلها واستوي عَلَيْهَا وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار.

ومن ذَلِكَ ما ورد عن جابر بن عَبْد اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنه ? كَانَ يقبض للناس يوم حنين من فضة في ثوب بلال فَقَالَ رجل يا نَبِيّ اللهِ أعدل فقام عمر فَقَالَ ألا أضرب عنقه فإنه منافق فَقَالَ معاذ الله أن يتحدث النَّاس أني

<<  <  ج: ص:  >  >>