للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العينين وأخذته الزبانية بناصيته يسحبونه على وجهه على ملأ من الخلق وهم ينظرون إليه وَهُوَ ينادي بالويل والثبور له ولأمثاله {لَا تَدْعُوا اليوم ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً} فما أعظم جرم من يستتر ويحترز عن ملاء من الخلق خشية الافتضاح عندهم في هذه الدُّنْيَا المضمحلة المنقرضة ثُمَّ لا يخشى من الافتضاح عَنْدَ علام الغيوب وفي ذَلِكَ الملاء العَظِيم مَعَ التعرض لسخط بديع السماوات والأَرْض فالق الحب والنوى.

شِعْرًا: ... تَوَارَى بِجُدْرَانِ الْبُيُوتِ عَنِ الْوَرَى

وَأَنْتَ بِعَيْنِ اللهِ لَوْ كُنْتَ تُنْظُرُ

وَتَخْشَى عُيُونَ النَّاسِ أَنْ يَنْظُرُوا بِهَا

وَلَمْ تَخْشَ عَيْنَ اللهِ وَاللهُ يَنْظُرُ

آخر: ... يَا مَنْ يَرَى مَدَّ الْبَعُوضِ جَنَاحَهَا

فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ الْبَهِيمِ الأَلِيلِ

وَيَرَى مَنَاطَ عُرُوقِهَا فِي نَحْرِهَا

وَالْمُخَّ فِي تِلْكَ الْعِظَامِ النُّحَلِ

وَيَرَى مَكَانَ الدَّمِ مِنْ أَعْضَائِهَا

مُتَنَقِّلاً مِنْ مَفْصِلٍ فِي مَفْصِلِ

وَيَرَى مَكَانَ الْمَشْيِ مِنْ أَقْدَامِهَا

وَخَطِيضَهَا فِي مَشْيِهَا الْمُسْتَعْجِلِ

وَيَرَى وَيَسْمَعُ حِسَّ مَا هُوَ صَوْتُهَا

فِي قَعْرِ بَحْرٍ غَامِضٍ مُتَجَدْوِلِ ... >?

<<  <  ج: ص:  >  >>