للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجدادنا رحلوا وَاللهِ بعدهم بقاؤنا هذه مساكنهم فيها غيرهم قَدْ نسيناهم محبهم وجفاهم أين أصحاب القصور الحصينة، والأنساب العالية الرصينة والعقول الراجحة الرزينة قبضت عَلَيْهمْ يد الْمَنَايَا فظفرت ونقلوا إلى أجداثٍ ما مهدت إذ حفرت ورحلوا بذنوب لا يدرون هل غفرت أو بقيت فالصحيح مِنْهُمْ بالحزن قَدْ سقم والمدعو إلى دار البلى أسرع ولم يقم واْلكِتَاب قَدْ سطر بالذُّنُوب فرقم. ولذيذ عيشهم بالتنغيص قَدْ ختم وفراقهم لأحبابهم وأموالهم قَدْ حتم والولد قَدْ ذل ويتم فتفكروا في القوم كيف رحلوا وتذكروا ديارهم أين نزلوا، واسألوا منازلهم عنهم ماذا فعلوا فانتبه من رقادك قبل أن تصل ما وصلوا يا من غفل وسهى ولهى ونسي المقابر والبلى.

شِعْرًا: ... إِنَّ الْحَبِيبَ مِن الأَحْبَابِ مُخْتَلَسُ ... لا يَمْنَعُ الْمَوْتَ بَوَّابٌ وَلا حَرَسُ

فَكَيْفَ تَفْرَحُ بِالدُّنْيَا وَلَذَّتِهَا ... يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ اللَّفْظُ وَالنَّفْسُ

أَصْبَحْتَ يَا غَافِلاً فِي النُّقْصِ مُنْغَمِسًا ... وَأَنْتَ دَهْرَكَ فِي اللَّذَاتِ مُنْغَمِسُ

لا يَرْحَمُ الْمَوْتُ ذَا جَهْلٍ لِغَرَّتِهِ ... وَلا الَّذِي كَانَ مِنْهُ الْعِلْمُ يُقْتَبَسُ

كَمْ أَخْرَسَ الْمَوْتُ فِي قَبْرٍ وَقَفْتُ بِهِ ... عَنِ الْجَوَابِ لِسَانَا مَا بِهِ خَرْسُ

قَدْ كَانَ قَصْرُكَ مَعْمُورُ لَهُ شَرَفُ ... وَقَبْرُكَ اليوم فِي الأَجْدَاثِ مُنْدَرِسُ

آخر: ... لَنا كُلّ يَومٍ رَنَّةٌ خَلفَ ذاهِبٍ

وَمُسْتَهْلَكٌ بينَ النَوى وَالنَوائِبِ

وَقَلعَةُ إِخْوَان كَانَا وَرَاءَهُمْ

نُرامِقُ أَعْجَازَ النُّجُومِ الغَوَارِبِ ... >?

<<  <  ج: ص:  >  >>