للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وَأَمّا بَنو الدُّنْيَا فَفي غَفَلاتِهِم

وَأَمّا يَدُ الدُّنْيَا فَتَفري وَتَجزُرُ

وَأَمّا جَميعُ الخَلقِ فيها فَمَيِّتٌ

وَلَكِنَّ آجالاً تَطولُ وَتَقصُرُ

لَهَوتَ وَكَمْ مِن عِبرَةٍ قَد حَضَرتَها

وَأَنْتَ تَرَى في ذَاك أَنَّكَ تَتْجُرُ

خُدِعتَ عَنِ الساعاتِ حَتّى غُبِنتَها

وَغَرَّتكَ أَيّامٌ قِصارٌ وَأَشهُرُ

فَيا بانِيَ الدُّنْيَا لِغَيرِكَ تَبتَني

وَيا عامِرَ الدُّنْيَا لِغَيرِكَ تَعمُرُ

وَمالَكَ إِلّا الصَبرُ وَالبِرُّ عُدَّةٌ

وَإِلا اعتِبارٌ ثاقِبٌ وَتَفَكُّرُ ... >?

وأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوالدينَا وَلِجَمِيعِ المُسْلمين، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآله وصَحْبِهِ أَجْمَعِين.

موعظة

عباد الله إن التوبة من الذُّنُوب مفتاح السعادة في هذه الدار وفي دار القرار، وإنما كانت التوبة كَذَلِكَ لأن بها يغفر الله الذُّنُوب جميعًا لا فرق بين صغارها والكبار ولأن التائب إذا صحت توبته بأن اجتمعت شروطها وانتفت الموانع يصبح التوبة أمينًا على دينه لا يخل بواجب من واجبات الإسلام فتوبوا عباد الله توبة نصوحًا لتستنير قلوبكم وأبدانكم بدل ظلمَاتَ كانت مخيمة عَلَيْهَا تثقلكم عن طاعة مولاكم وستجدون بإذن الله انشراحًا في صدوركم بدل انقباضها وضيقها فإن الذُّنُوب تؤثر على

<<  <  ج: ص:  >  >>