للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجوههم، فتعلوا الأرجل، فيا له من منظر فظيع، ومرتقًى ما أصعبه، ومجاز ما أضيقه، ومكَانَ ما أهوله، وموقف ما أشقه، وكأني بك مملوء من الرعب والذعر، تلفت يمينًا وشمالاً إلى من حولك من الخلق، وتجيل فيهم بصرك، وهم يتهافتون قدامك في جهنم، والزعقات بالويل والثبور قَدْ ارتفعت من قعر جهنم، لكثرة من يزل عن الصراط، والنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «رب سلم سَلم» . فتصور لو زلت قدمك فهل ينفعك ندمك، وتحسرك في ذَلِكَ الوَقْت كلا {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} .

اللَّهُمَّ يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأَرْض نسألك أن تكفينا ما أهمنا وما لا نهتم به وأن ترزقنا الاستعداد لما أمامنا بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى وآله وصَحْبِهِ أَجْمَعِين.

رحلة ومصير:

... يَا مَنْ يُتَابِعُ سَيَّدَ الثَّقَلانِ

كُنْ لِلْمُهَيْمِنِ صَادِقَ الإِيمَانِ

وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ خَالِقُكَ الَّذِي

سَوَّاكَ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى إِنْسَانِ

خَلَقَ الْبَرِيَّةَ كُلَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنْ

تَدْعُوهُ بِالإِخْلاصِ وَالإذْعَانِ

قَدْ أَرْسَلَ الآيَاتِ مِنْهُ مُخَوِّفًا

لِعِبَادِهِ كَيْ يُخْلِصَ الثَّقَلانِ

وَأَبَانَ لِلإِنْسَانِ كُلَّ طَرِيقَةٍ

كَيْ لا يَكُونَ لَهُ اعْتِذَارٌ ثَانِي ... >?

<<  <  ج: ص:  >  >>