للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خَابَ مَنْ يَبْتَغِي الْوِصَال لَدَيْهَا ... جَارَةٌ لَمْ تَزَلْ تُسِيءُ الْجِوَارَا

كَمْ مُحِبٍّ أَرَتْهُ أُنْسًا فَلَمَّا ... حَاوَلَ الزَّوْر صَيَّرَتْهُ ازْوِرَارَا

وكذلك جاءت الأحاديث النبوية والآثار الحكيمة فلهذا كان الأيقاظ من أهلها العلماء العقلاء الزهاد.

العاملون بعلمهم الَّذِينَ لا تأخذهم في الله لومة لائم لم يركنوا إلى الدنيا بل اتخذوها مطية إلى الآخرة.

شِعْرًا: ... إِذَا بَكَيْتُ مَا مَضَى مِنْ زَمَنٍ ... فَحُقِّ لِي أَبْكِي وَمَنْ لِي بِالْبُكَا

مَنْ أَبْصَرَ الدُّنْيَا بِعَيْنِ عَقْلِهِ ... أَدْرَكَ أَنَّ الدُّنْيَا لَيْسَت لِلْبَقَا ِ

مَطِيَّةٌ وَارِدَةٌ إِلَى الرَّدَى ... وَإِنْ تَرَاخَى الْعُمْرُ وَامْتَدَّ الْمَدَى

إِنْ هِيَ أَعْطِيَتْ كَانَتْ هَمًّا حَاضِرًا ... أَوْ مُنِعَتْ كَانَ عَذَابًا وَأَذَى

وَالْمَرْءُ رَهْنُ أَمَلٍ مَا يَنْتَهِي ... حَتَّى يُوَافِي أَجَلاً قَدْ انْتَهَى

بخلاف علماء الألسن الَّذِينَ يلبسون للناس جلود الظأن من اللين وقلوبهم قلوب الذئاب الَّذِينَ يتخللون بألسنتهم كما تتخلل البقرة بلسانها. قَالَ بعضهم وأجاد في وصف الدنيا.

أَلا إِنَّمَا الدُّنْيَا كَجِيفَةِ مَيْتَةٍ ... وَطُلابُهَا مِثْلُ الْكِلابِ الْهَوَامِسِ

وَأَعْظَمُهُمْ ذَمًّا لَهَا وَأَشَدُّهُمْ ... بِهَا شَغَفًا قَوْمٌ طِوَال الْقَلانُسِ

وختاماً فاستيقظوا رحمكم الله من غفلتكم وانتبهوا من رقدتكم فبل أن يقال فلان مريضٌ أو ثقِيلٌ أو مدنفٌ ثقِيل فهل من دليل يدل على الدواء لهذا العليل أو هل إلى الطبيب من سبيل.

فتنقل إلى المستشفى وتدعى لك الأطباء ولا يرجى لك الشفاء ثم يقال فلان أوصى ولماله أحصى ثم يقال قد ثقل لسانه وما يقدر على أن يكلم إخوانه.

وها هو في سكرات الموت لا يعرف من عنده من أولاده وإخوانه وجيرانه

<<  <  ج: ص:  >  >>