للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْقَائِمِيَنَ بِمَا جَاءَ الرَّسُولُ بِهِ ... وَالْمُبْغِضِينَ لأَهْلِ الزَّيْغِ وَالرِّيَبِ

آخر: ... وَلا يَلْبَثُ الْجُهَّالُ أَنْ يَتَهَضَّمُوا ... أَخا الْحِلْمِ مَا لَمْ يَسْتَعِنْ بِسَفِيهِ

آخر: ... مَا إِنْ نَفَى عَنْكَ قَوْمًا أَنْتَ تَكْرَهُهُمْ ... كَمِثْلِ قَمْعُكَ جُهَّالاً بِجُهْالٍ

آخر: ... وَالْعَاقِلُ النَّحْرِيرُ مُحْتَاجٌ إِلَى ... أَنْ يَسْتَعِينَ بِجَاهِلٍ مَعْتُوه

آخر: ... وَمَنْ يَحْلُمْ ولَيْسَ لَهُ سَفِيهٌ ... يٌلاقِي الْمُعْضِلاتِ مِنَ الرِّجَالِ

آخر: ... تَعْدُوا الذِّئَابُ عَلَى مَنْ لا كِلابَ لَهُ ... وَتَتَّقِي مَرْبَضَ الْمُسْتَنْفِر الحامي

حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ فَدَعَا ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ فَقَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللهِ أَلَسْتُ أَعْمِلُ بِالْحَقِّ أَلَسْتُ تَرَانِي أَعْدِلُ.

فقال ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: أما إذا نشدتني بالله فأقول: اللهم لا أراك تعدل وإنك لجائر وإنك لتستعمل الظلمة وتدع أهل الخير.

قال محمد بن عمر فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ بن إِبْرَاهِيم بن يَحْيَى وَأُخْبِرْتُ عَنْ عيسى بن عّلِيٍّ قَالُوا: فَظَنَنَّا أَنَّ أَبَا جَعْفَر سَيُعَاجِلَهُ بِالْعُقُوبَةِ فَجَعَلْنَا نَلِفُّ إِلَيْنَا ثِيَابَنَا مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنَا مِنْ دَمِّهِ.

فَجَزَعَ أَبُو جَعْفَرٍ وَاغْتَمَّ وَقَالَ لَهُ: قُمْ فأَخْرَجَ.

تَأَمَّلَ يَا أَخِي هَلْ يُوَجَدُ هَذَا الطّرَازَ مِمَّنْ لا تَأْخُذُهُمْ فِي اللهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، أَظُنُّهُ مَعْدُوم فِي هَذَا الوَقْت مَا فيه الْيَوْم مَنْ يَصْدَعُ بِالْحَقِّ فَلا حَوْلَ وَلا قُوَةَ إِلا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

دَخَلَ عَمْرُو بن عُبَيْدٍ عَلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ أَعْطَاكَ الدُّنْيَا بَأَسْرِهَا فَاشْتَرِ مِنْهُ نَفْسَكَ بِبَعْضِهَا وَإِنِّي لأُحَذِّرَكَ لَيْلَةً تَتَمَحْضُ صِبِيحَتُهَا عَنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

ثُمَّ قَالَ لَهُ عَنْ حَاشِيَتِهِ: إِنَّ هَؤُلاءِ اتَّخَذُوكَ سُلَّمًا لِشَهَوَاتِهِمْ.

فأَنْتَ الآخِذُ بِالْقَرْنَيْنِ وَهُمْ يَحْلِبُونَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>