للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شِعْرًا: ... وَمَا لاحَ نِجْمٌ لا وَلا ذَرَّ شَارِق ... عَلَى الْخَلْقِ إِلا بِحَبْلِ عُمْرِكَ يَقْصُرُ

تَطَهَّرْ وَالْحِقْ ذَنْبَكَ الْيَوْم تَوْبَة ... لَعَلَّكَ مَنْهَا إِنْ تَطَهَّرَتْ تَطْهُرْ

وَشَمِّرْ فَقَدْ أَبَدَى لَكَ الْمَوْتُ وَجْهَهُ ... وَلَيْسَ يَنَالُ الْفَوْز إِلا مُشَمِّر

فَهَذِه الليَالِي مُؤْذِنَاتِكَ بِالْبَلَى ... تَرُوحُ وَأَيْامِ كَذَلِكَ تُبَكَّر

وَاخْلِصْ لِدِينِ الله صَدْرًا وَنِيَّةً ... فَإِنَّ الَّذِي تُخْفِيهِ يَوْمًا سَيَظْهَرُ

تَذَكَّرْ وَفَكَّرْ بِالَّذِي أَنْتَ صَائِرٌ ... إِلَيْهِ غَدًا إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يُفَكِّر

فَلابُدَّ يَوْمًا إِنْ تَصِيرَ لِحُفْرَةٍ ... بِأَثْنَائِهَا تُطْوَى إِلَى يَوْمِ تُنْشَرُ

اللَّهُمَّ اسلك بنا سبيل عبادك الأبرار وَاجْعَلْنَا مِنْ عبادك المصطفين الأخيار وَامْنُنْ عَلَيْنَا بِالْعَفْوِ وَالْعِتْقِ مِنْ النَّار واحفظنا من المعاصي فيما بَقي من الأعمار وأحسن بكرمك قصدنا واحشرنا فِي زمرة عبادك المتقين وألحقنا بعبادك الصالحين يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

" فَصْلٌ "

اعْلَمْ وَفَّقَنَا الله وإياك وَجَمِيع المسلمبن لما يحبه الله ويرضاه أن الصبر من أجل صفات النفس وأعلاها قدرًا وَهُوَ لغة حبس النفس عَنْ الجزع أي منعها من الاستسلام للجزع كى لا يترتب عَلَيْهِ فعل ما لا ينبغى فعله وبعبارة أخرى الصبر ثبات القوة المضادة للشهوة فِي مقاومتها.

وما شرعًا فهو أعَمّ من ذَلِكَ لأنه حبس النفس عَنْ الجزع ومنعها عَنْ محارم الله، وإلزامها بأداء فرائض الله يدل عَلَيْهِ ما رُوِيَ عَنْ ابن عباس رضي الله عنهما أنه قَالَ: الصبر في القرآن على ثلاثة أوجه صبر على أداء فرائض الله وصبر عَنْ محارم الله، وصبر على المصيبة عَنْدَ الصدمة الأولى.

شِعْرًا: ... وَعَاقِبَةُ الصَّبْرِ الْجَمِيلِ حَمِيدَةٌ ... وَأَفْضَلُ أَخْلاقِ الرِّجَالِ التَّدَيُّنُ

<<  <  ج: ص:  >  >>