للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر: ... بِرُوحِي أُنَاسًا قَبْلَنَا قَدْ تَقَدَّمُوا ... وَنَادُوا بِنَا لَوْ أَنَّنَا نَسْمَعُ النِّدَا

وَسَارَتْ بِهِمْ سَيْرَ المَطِيِّ نُعُوشُهمْ ... وَبَعْضُ َأِنينِ الْقَادِمِينَ لَهُمْ حُدَا

وَأَمْسُوا عَلَى الْبِيْدَاءِ يَنْتَظِرُونَنَا ... إِلَى سَفَر يَقْضِي بَأَنْ نَتَزَوَّدَا

فَرِيدُونَ فِي أَجْدَاثِهِمْ بِفِعَالِهِمْ ... وَكَمْ مِنْهُمْ مَنْ سَاقَ جُنْدًا مُجَنَّدَا

تَسَاوَوْا عِدىً تَحْتَ الثُّرَى وَأَحِبَّةً ... فَلا فَرْقَ مَا بَينَ الأَحِبَّةِ وَالْعِدَى

سَلِ الدَّهْرَ هَلْ أَعْفَى مِنَ الْمَوْتِ شَائِبًا ... غَدَاةَ أَدَارَ الْكَأْسَ أَمْ رَدَّ أَمْرَدَا

آخر ... إِذَا مَا مَضَى الْقَرْنُ الَّذِي أَنْتَ فِيهِمْ ... وَخُلِّفْتَ فِي قَرْنٍ فأَنْتَ غَرِيبُ

وَإِنْ امْرأً قَدْ سَارَ خَمْسِينَ حَجَّةً ... إِلَى مَنْهَلٍ مِنْ وِرْدِهِ لَقَرِيبُ

آخر ... وَإِذَا حَمَلْتَ إِلَى الْقُبُورِ جَنَازَةً ... فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ بَعْدَهَا مَحْمُولُ

آخر ... قِفْ بِالْمَقَابِرِ وَاذْكُرْ إِنْ وَقَفْتَ بِهَا ... للهِ دُرُّكَ مَاذَا تَسْتُرُ الْحُفَرُ

فَفِيهِمْ لَكَ يَا مَغْرُورُ مَوْعِظَةٌ ... وَفِيهِمْ لَكَ يَا مَغْرُورُ مُعْتَبَرُ

كَانُوا مُلُوكًا تُوَارِيهِمْ قُصُورُهُمْ ... دَهْرًا فَوَارَتْهُمُ مِنْ بَعْدِهَا الْحُفَرُ

اللَّهُمَّ يَا من لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة أيقظنا من نوم الغَفْلَة ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة وَوَفِّقْنَا لمصالحنا واعصمنا من قبائحنا وذنوبنا ولا تؤاخذنا بما انطوت عَلَيْهِ ضمائرنا وأكنته سرائرنا من أنواع القبائح والمعائب التي تعلمها منا وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِين الأحياء مِنْهُمْ والميتين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

" فَصْلٌ "

وَمِمَّا يسلِي ويسهل المصائب أن يعلم الْعَبْد أنه لولا ما قدره الحكيم العليم على عباده من محن الدُّنْيَا ومصائبها لأصاب الإِنْسَان من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقَسْوَة الْقَلْب ما هُوَ سبب هلاكه عاجلاً وآجلاً، فمن رحمة أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أن يتفقده فِي الأحيان بأنواع من أدوية المصائب تَكُون

<<  <  ج: ص:  >  >>