للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «يحشر النَّاس يوم القيامة حفاةً عراةً غرلا» . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ الرِّجَال والنساء جميعًا ينظر بَعْضهمْ إِلَى بَعْض، قَالَ: «يَا عَائِشَة الأَمْر أشد من أن يهمهم ذَلِكَ» . وقَدْ مدح الله الخائفين منه وأثنى عَلَيْهمْ فِي كتابه فقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ} إِلَى قوله: {أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} .

شِعْرًا: ... مَا قِيمَةُ اللَّيْلِ لَمْ تَذْكُرْ بِظُلْمَتِهِ ... بِوَحْشَةِ الْقَبْرِ يَا مَنْ كَانَ يَعْتَبِرُ

اسْتَغْفِرِ اللهَ يَا مَنْ قَدْ ظَفِرْتَ بِهَا ... فِي هَجْعَةِ النَّاسِ إِذَا يَغْشَاهُمُ السُّحُرُ

إِذْ يَنْزِلُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ إِلَى ... دُنْيَا السَّمَاءِ لِكَيْ يَدْعُونَهُ الْبَشَرُ

وَفِي المسند والترمذي عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ قول الله: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} . أهو الَّذِي يزني ويشرب الخمر ويسرق، قَالَ: «لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يقبل منه» . قَالَ الحسن: عملوا وَاللهِ بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عَلَيْهمْ إن المُؤْمِن جمَعَ إحسانَا وخشية والمنافق جمَعَ إساءة وأمنا.

وَمِمَّا ورد فِي فضائل الخوف ما فِي الصحيحين عَنْ أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «سبعة يظلهم الله فِي ظله يوم لا ظِلّ إلا ظله الإِمَام العادل وشاب نشأ فِي عبادة الله عَزَّ وَجَلَّ ورجل قَلْبهُ معلق بالمساجد ورجلان تحابا فِي الله اجتمعا على ذَلِكَ وتفرقا عَلَيْهِ ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقَالَ: إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حَتَّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خَالِيًا ففاضت عَيْنَاهُ» .

ومِمَّا ورد فِي فضيلة الخوف ما فِي الْحَدِيث الأخر عَنْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا اقشعر جلد الْعَبْد من مخافة الله عَزَّ وَجَلَّ تحات ذنوبه كما يتحات

<<  <  ج: ص:  >  >>