للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذلك تحرزا من الاندفاع وراء تيار اتهام الناس بالباطل قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} ١.

يذكر الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أن معنى التبين في الآية هو التثبت٢.

وقد دلت الآية على أن الله تعالى يأمر بالتثبت في خبر الفاسق ليحتاط له, لئلا يحكم بقوله فيكون في نفس الأمر كاذبا أو مخطئا, فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه وقد نهى الله عن اتباع سبيل المفسدين٣.

فالمندفع غير المتثبت يكون عرضة للندم ولات حين مندم.

قال الكسائي وغيره: التبين التثبت في الأمر٤.

أوصى أعرابي أولاده فقال:" إياكم والعجلة فإن أبي كان يكنيها أم الندم"٥.

فعلى الأمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن لا يأخذ القول الذي يأتيه عن وجود منكر قولا مسلما بل عليه بالتحري والتثبت حتى لا يأمر إنسانا بمعروف لم يتركه أو ينهاه عن منكر لم يقترفه٦.

فإن الإنسان تكتنفه نوازع الخير ونوازع الشر وربما فكر في عمل منكر


١-سورة الحجرات آية٦.
٢-مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب- القسم الرابع- التفسير ص ٣٥٢ بتصرف.
٣-تفسير القرآن العظيم ٧/٣٥٠ بتصرف.
٤-لسان العرب ١/٤٠٧ مادة: بين.
٥-موسوعة أخلاق القرآن ٣/٢٧ للدكتور أحمد الشرباصي- ن دار الرائد العربي- بيروت لبنان – ط/١"١٤٠١هـ-١٩٨١م".
٦-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء كتاب الله وسنة رسوله ص ١٥٢.

<<  <   >  >>