للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: درجات الاحتساب عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله]

المطلب الأول: التغيير باليد.

إن القلب المتلألأ بنور الإيمان لا يقنعه القليل من الأعمال, وإذا بدا له منكر ظاهر يستطيع تغييره, فإنه يدفعه بهمة عالية لأقوى درجات الإنكار, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء, وأعلى درجات الإنكار التغيير باليد.

ولما كان الشرك بالله تعالى أعظم المنكرات قاطبة , أعلن الشيخ الإمام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله النكير عليه بكل ما أوتي من قوة وعزيمة ونصرة لدين الله عز وجل وللعقيدة الصحيحة.

فقال رحمه الله في معرض حديثه عن فوائد قصة مسجد ضرار١ ضمن اختصاره لكتاب زاد المعاد في هدي خير العباد للإمام ابن القيم رحمه الله:

" ومنها٢ تحريق أمكنة المعصية كما أحرق مسجد الضرار, وكل مكان مثله فالواجب على الإمام تعطيله, وإما بهدم أو تحريق, وإما بتغيير صورته وإخراجه عما وضع له, وإذا كان هذا شأن مساجد الضرار, فمشاهد الشرك أحق وأوجب, وكذا بيوت الخمارين, وأرباب المنكرات , وقد حرق عمر رضي الله عنه قرية بكاملها يباع فيها الخمر, وحرق حانوت رويشد وسماه فويسقا, وحرق قصر


١-للاستزادة راجع قصة مسجد الضرار في السيرة النبوية ٣/*٥٣٠ لابن هشام, حققها, ومصطفى السقا, إبراهيم الأبياري, عبد الحفيظ شلبي- القسم الثاني- ن دار الكنوز الأدبية.
٢-أي من فوائد القصة.

<<  <   >  >>