للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفرع الأول: فحوى توحيد الألوهية:]

ولقد فهم المشركون فحوى توحيد الألوهية ومغايرته لتوحيد الربوبية لذلك رفضوا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إلى وحدانية الله تعالى مع إقرارهم بربوبيته.

قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: " والكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو إفراد الله تعالى بالتعلق به والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه فإنه لما قال لهم: "قولوا لا إله إلا الله" قالوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ١.

فإذا عرفت أن الجهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا


١-سورة ص آية ٥. وقد ورد في سبب نزول هذه الآية الكريمة وما يليها حادثة تاريخية مشهورة هي: استأذن نفر من مشيخة قريش فهم أبو جهل والعاص بن وائل والأسود بن المطلب وغيرهم على أبي طالب فلما دخلوا عليه قالوا: يا أبا طالب أنت كبيرنا وسيدنا فأنصفنا من من ابن أخيك – يقصدون محمد صلى الله عليه وسلم- فمره فليكف عن شتم آلهتنا, فبعث إليه أبو طالب فلما دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا ابن أخي هؤلاء مشيخة قومك وقد سألوك أن تكف عن شتم آلهتنا ويدعوك وإلهك قال صلى الله عليه وسلم: "يا عم أفلا أدعوهم إلى ما هو خير لهم" قال وإلى م تدعوهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: " ادعوهم أن يتكلموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم" فقال: أبو جهل لعنه الله من بين القوم ما هي وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها, قال صلى الله عليه وسلم: "تقولون لا إله إلا الله" فنفروا وقالوا: سلنا غيرها قال صلى الله عليه وسلم: " لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما سألتكم غيرها"" فقاموا من عنده غضابا وقالوا والله لنشتمنك وإلاهك الذي أمرك بهذا {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} سورة ص الآية ٦ " تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير ٤/٢٥".

<<  <   >  >>