للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: نماذج من اختلاف أقوال بعض النقاد في الراوي الواحد.

حفظت دواوين الرجال في الجرح والتعديل طائفة كبيرة من الرواة اختلفت فيهم أقوال العديد من أئمة النقد فتارة يعدلونهم، أو يوثقونهم، وتارة يجرحونهم، أو يضعفونهم، وذلك حسبما يقفون عليه من مرويات أولئك الرواة، ودراسة أحوالهم في الأداء، والاطلاع على أصولهم للتثبت من ضبطها، تلك الأمور وغيرها تجعل الناقد مضطراً إلى تغيير حكمه على الراوي، وقد يحكم عليه بنقيض الحكم الأول. وهذه نماذج لأقوال بعض النقاد المختلفة في الرواة أنفسهم:

أولاً: الإمام أحمد بن حنبل (ت ٢٤١هـ) :

١- إسماعيل بن زكريا بن مُرَّة الخُلقاني الأسدي مولاهم أبو زياد الكوفي نزيل بغداد ولقبه شَقُوصا (ت ١٩٤هـ) وقيل قبلها (١) :

- قال عنه في رواية عبد الله: "حديثه حديث مقارب" (٢) .

- وقال عنه في رواية عبد الملك الميموني (ت ٢٧٤هـ) : " أما الأحاديث المشهورة التي يرويها فهو فيها مقارب الحديث، صالح، ولكنه ليس ينشرح الصدر له، ليس يعرف هكذا يريد بالطلب" (٣) .

- وقال عنه في رواية أحمد بن ثابت أبو يحيى: "ضعيف الحديث" (٤) .


(١) صدوق يخطئ قليلاً/ع، التقريب رقم (٤٤٥) .
(٢) العلل رقم (٣٢٧٣) ، الضعفاء للعقيلي (٨٤) ، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢/٥٧٠، الكامل لابن عدي ١/٣١١، وتهذيب الكمال ٣/٩٣، الميزان ١/٢٢٨، بحر الدم ص٧٠.
(٣) سؤالات الميموني رقم (٤٧٥) ، بحر الدم ص٧٠.
(٤) الكامل ١/٣١١، إكمال التهذيب لمغلطاي ١/١٧١، الميزان ١/٢٢٨، تهذيب التهذيب ١/٢٩٨.

<<  <   >  >>