للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(صفة العلم)

٨- وأقروا أن لله سبحانه علما كما قال: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} سورة النساء الآية (١٦٦) ، {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلا بِعِلْمِهِ} سورة فاطر الآية (١١) .


الشرح:
يثبت أهل السنة والجماعة لله تعالى صفة العلم وقد قرر هذا الإسماعيلي في كتابه اعتقاد أئمة أهل الحديث ص ٥- ٦ حيث قال: "وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع ... والعلم"، وهذا هو ما دلت عليه الأدلة من كتاب الله كقوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} سورة الأنعام الآية (٥٩) ،
فهذه الآية العظيمة من أعظم الآيات تفصيلاً لعلمه المحيط بجميع الأشياء وكتابه المحيط بجميع الحوادث، وعلمه الكامل بالغيوب كلها التي يطلع على ما شاء منها من شاء من خلقه، وكثير منها طوى علمه عن الملائكة والمرسلين فضلاً عن غيرهم من العالمين.
وأنه يعلم ما في البراري والقفار، من الحيوانات والأشجار، والرمال والحصى والتراب وما في البحار من حيوانات ومعادنها وصيدها، وغير ذلك مما تحتويه أرجاؤها ويشتمل عليه ماؤها، كل عنده في كتاب مبين، أي في اللوح المحفوظ وهذا دليل على عظمته سبحانه وتعالى، ولو أن الخلق اجتمعوا كلهم على أن يحيطوا ببعض صفاته لم يكن لهم قدرة ولا طاقة على ذلك.

<<  <   >  >>