للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الخامس عشر: في كتابه "الكبائر"]

من مؤلفات الشيخ رحمه الله ما أسماه بـ"الكبائر" وشمل بذلك كبائر القلوب واللسان والأعمال، فنص على كل كبيرة بعنوانها ودليلها، والمراد بها عند جمهور العلماء ما تنقص الإيمان ولا تخرج منه، وفي الآخرة تحت مشيئة الله ولا، يخلد صاحبها في النار، وإليك الأمثلة من هذه الكبائر لتعرف أن الشيخ رحمه الله يعتمد في مؤلفاته على الكتاب والسنة.

المثال الأول: استدل على وجود الكبائر وأنها غير الشرك والكفر بقوله تعالى:

{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} ١.

وقوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} ٢.

فدلت هاتان الآيتان على أن في الذنوب كبائر غير الشرك؛ لأن الشرك لا يغفر لصاحبه إن مات عليه.

المثال الثاني: كبائر الأعمال- قال الشيخ- باب أكبر الكبائر- ثم استدل بحديث أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال: ألا، وقول الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت" ٣ ودلالة هذا الحديث واضحة على ما عنون له الشيخ وهو أكبر الكبائر.


١ سورة النجم آية: ٣٢.
٢ سورة النساء آية: ٣١.
٣ رواه البخاري في كتاب الشهادات حديث رقم ٢٦٥٤ جـ٥/٢٦١, ومسلم في كتاب الإيمان حديث ٨٧ جـ١/٩١.

<<  <   >  >>