للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع: في اعتناء الشيخ بتوحيد العبادة]

واعتنى الشيخ - رحمه الله - في تحقيق توحيد العبادة وبيان ما ينافيه أو ينافي كماله، وألف في ذلك كتابا عظيما أسماه "كتاب التوحيد"، جعله سبعة وستين باباً، وكل باب منها ليس له فيه إلا مجرد العنوان والترجمة المتضمنة للحكم، ثم يستدل على هذا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، وأعقب كل باب بمسائل عظيمة تستفاد منه، وقد صدر هذا الكتاب بوجوب توحيد العبادة، فاستدل على وجوب التوحيد بقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} ١.

ونظائرها من الآيات ومن الأحاديث النبوية ما اتفق عليه البخاري ومسلم من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله.. فقال معاذ: الله ورسوله أعلم، قال عليه السلام: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا " ٢.

فدل هذا الحديث أن لله حقاً على العباد، وهو عبادته وعدم الشرك به، وبعد أن بين الشيخ وجوب التوحيد بين فضله.

قال الشيخ: باب فضل التوحيد، وما يكفر من الذنوب، ثم استدل بآية الأنعام: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} ٣.


١ سورة النساء آية: ٣٦.
٢ أخرجه البخاري في كتاب اللباس. باب إرداف الرجل خلف الرجل حديث رقم ٥٩٦٧, جـ١٠ ص٣٩٧, ومسلم في كتاب الإيمان باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا حديث ٣٠ جـ١ ص ٥٨.
٣ سورة الأنعام آية: ٨٢.

<<  <   >  >>