للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب: نوادر]

تقول: سَخِرت من فلان، فهذه اللغة الفصيحة, قال الله جل ثناؤه: {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [التوبة: الآية:٧٩] ، وقال: {إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ} [هود: ٣٨] , وتقول: نصحتُ لك, وشكرتُ لك، فهذه اللغة الفصيحة, قال الله جل وعز: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: الآية:١٤] ، وقال في موضع آخر: {وَأَنْصَحُ لَكُمْ} [الآعراف: الآية:٦٢] , ونصحتك وشكرتك لغة, قال الشاعر:

نصحتُ بني عوفٍ, فلم يتقبلوا ... رسولي, ولم تنجح لديهم رسائلي

ويقال: شتان ما هُما، وشتان "ما" عمرو وأخوه, قال الأصمعي: ولا يقال شتان ما بينهما, قال: وقول الشاعر١:

لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم, والأغر بن حاتمِ

ليس بحجة, إنما هو مولد، والحجة قول الأعشى:

شتان ما يومي على كورها ... ويوم حيان أخي جابر

معناه: تباعد الذي بينهما, وشتان مصروفة عن شَتُت، والفتحة التي في النون هي الفتحة التي كانت في التاء، والفتحة تدل على أنه مصروف عن الفعل الماضي, وكذلك وَشْكَان وسرعان ذا خروجاً، أصله وَشُك ذا خروجاً، وسَرِع, وتقول: هو الثَّجِير، لا تقلها بالتاء, ويقال: هي تَخُوم الأرض، والجمع تُخُم, قال: وسمعتها من أبي عمرو، قال الشاعر:

يا بني التَّخُوم لا تظلموها ... إن ظلم التَّخُوم ذو عُقَّال


١ هو ربيعة الرقي, كما في: "اللسان": شتت.

<<  <   >  >>