للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: الآثار والأقوال عن العلماء في الجمع بين صفتي العلو والمعية]

...

المطلب الثالث: الآثار والأقوال المروية عن أئمة السلف في الجمع بين صفتي العلو والمعية

مما يؤكد تفسير السلف لآيات المعية العامة بأنها معية العلم والاطلاع ما ورد عنهم من أقوال جمعوا فيها بين إثبات معية العلم وإثبات صفة العلو لله عز وجل فبينوا بذلك عدم التعارض بين نصوص المعية والنصوص التي جاء فيها إثبات علو الله سبحانه على خلقه.

ودعوى التعارض بين نصوص المعية ونصوص العلو، من الشبه التي تمسَّك بها المبتدعة أيضاً في هذا الباب، فبإيراد هذه الآثار عن سلف الأمة من الصحابة ومن بعدهم ـ والذين أمرنا بالتزام فهمهم ـ تزول أي دعوى للتعارض بين نصوص القرآن والسنة. فيما جاء فيهما من إثبات العلو الله عز وجل على خلقه وما جاء فيهما من إثبات معية الله لخلقه بعلمه.

وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه النقول تبطل وبشكل صريح دعوى القائلين بالمعية الذاتية، فدعواهم لا مستند لها من الكتاب أو السنة أو قول أحد من سلف الأمة وأئمتها

وإليك الآثار الواردة في ذلك مرتبة ترتيباً زمانياً

١ - قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام، ويبن الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم"١


١ أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٣/٣٩٥ـ٣٩٦، ح ٦٥٩) والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/١٨٦ـ١٨٧) .والدارمي في الرد على الجهمية (ص٢٧٥ -ضمن عقائد السلف-) . وابن خزيمة في التوحيد (١/٢٤٢-٢٤٣، ح١٤٩) . والطبراني في الكبير (٩/٢٢٨) . وأبو الشيخ في العظمة (٢/٦٨٨-٦٨٩، ح٢٧٩) . وابن عبد البر في التمهيد (٧/) . وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص١٠٤-١٠٥، ح٧٥) . وأورده الذهبي في العلو (ص٦٤) ، وعزاه لعبد الله بن الإمام أحمد في السنة، وأبي بكر بن المنذر، وأبي أحمد العسال، وأبي القاسم الطبراني، وأبي الشيخ، واللالكائي، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي عمر بن عبد البر، وقال: (وإسناده صحيح) . وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص١٢٢) ، وفي مختصر الصواعق (٢/٢١٠) . وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١/٨٦) ، وعزاه للطبراني وقال: (رجاله رجال الصحيح) .

<<  <   >  >>