للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا بما يتطابق مع القرآن ومع الواقع فقال: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" ١.

لقد نشأ في الناس من لا يعي مسؤوليته تجاه تربيته نفسه وتهذيبها، فلا يشعر بأي أهمية نحو قيامه بهذا الواجب، بل هو لم يستقر في خَلَدِه أن هذا واجب من واجباته، ولم يُدْرِك عاقبة إهماله لهذا الجانب في حياته، ولعله لم يسمع قول الله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} ٢!!.

بل نشأ في الناس من يرفض تربية من يربّيه، وتعليم من يُعَلّمه، ونُصْح من ينصحه. وهذه درجة أبعد في الغواية من سابقتها!!

ولكن سنّة الله جارية في من يَرْفض تربية أبيه أو والديه أو معلّمه أن يُربّيه الرجال، بل ربما الأنذال، وقد تربيه أقدار الله تعالى، وقد تؤدّبه أو تعاقبه أو تأخذه بجريرته تلك!! فهل يعي هذا الصنف من الناس هذه الحقيقة؟!. نرجو.


١ جزء من حديث أخرجه أصحاب الكتب الستة، وقد جاء عند البخاري في مواضع منها: ٣- الإيمان، باب من استبرأ لدينه.
٢ ٧-١٠: الشمس: ٩١.

<<  <   >  >>