للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شفيقون مؤتمنون، ولا يُنْتظر منهم للإنسان إلا الخير والنصح، ولا يُتصوَّر أن يَرْضى الوالد مثلاً، أو يأمر ابنه، بما فيه الضرر أو الشر على ابنه، إلا في قلة نادرة من الناس انحرفت عن الفطرة لا اعتبار بها ولا تغيّر من فطرة الله في خلْقه شيئاً.

الثاني: القناعة بأن ما يعمله الإنسان مع هؤلاء، وما يؤديه لهم من الحقوق والواجبات عليه إنما يصنعه لنفسه ليلقى جزاءه عند ربه في الدنيا وفي الآخرة، وما يفعله من نكاية بهؤلاء إنما يفعله بنفسه.

الثالث: القناعة بأن المقياس الصحيح لوزْن الأشياء والأفعال ليس هو ميل النفس وهواها، وإنما هو ميزان الشرع والعقل والفطرة السليمة، وأما مَيْلُ النفس وهواها فهو -في الغالب- على العكس من ذلك، حيث تحبّ عدم الالتزام بالواجبات، والبعد عن خلق التضحية والإيثار، وحبُّ الأخذ أكثر من الإعطاء، وقد قال الله تعالى: { ... وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} ١.


١ ٢١٦: البقرة: ٢.

<<  <   >  >>