للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأخلاقية الإيمانية.

ثم يحول الإسلام بين الفرد وبين هذه الأنانية بالتشريع الذي شرعه والتعليمات التي ألزم بها المسلم. وفي النهاية بالحدود والعقوبات التي سنها للأخذ على أيدي الظالمين.

إن الإسلام بمنهجه التربوي السليم يوجد الفرد الذي يقوم بهذا الواجب دون حاجة إلى الردع والعقوبة إلا في حالات قليلة.

لأنه يوجد الضمير الحيّ الذي لا يرضى من نفسه إلا العدل والإنصاف إن لم يكن التضحية والإيثار وذلك عن طريق الإيمان بالله تعالى الذي دعا إليه الإسلام وجعل الأخلاق الفاضلة فروعه وثماره الطبيعية الطيبة دون الحاجة إلى العقوبات الزاجرة إلا في حالات قليلة تخرج عن الأصل الذي يكون عليه أفراد المجتمع المسلم بمقتضى ذلك الإيمان.

إن الإسلام إذا أوجب على المسلم واجباً فإنه يدعوه إليه باسم الإيمان أولاً وليس بالعقوبة وإقامة الحدّ. وقد جعل الإسلام الأخلاق الفاضلة من أهم واجبات المسلم في هذه الحياة.

إن لنا أن نتصور خطر أنانية الأخلاق بأن نتخيل مجتمعاً ما كل فرد من أفراده لا يهمه سوى مصلحته الشخصية ولا يريد أن يتحقق له سواها، كيف يكون حال ذلك المجتمع وهل يمكن أن يبقى على وجه الأرض؟!.

وقد تتجاوز الأنانية حدود الفرد إلى شعب بأكمله، فتصبح أنانية شعب ضد شعب أو شعوب، وينتج عن ذلك حروب واضطهادات

<<  <   >  >>