للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في النفس، وإنما كان زواجه بكل واحدة منهن لقصة وحكمة: فمثلاً تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس القرشية وهي في الخامسة والخمسين بعد وفاة خديجة رضي الله عنها، فهي مسنة وثيب، تقول عائشة رضي الله عنها: لما توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: أي رسولَ الله ألا تتزوج؟ قال: من؟ قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا. قال: من البكر؟ قالت: بنت أحبِّ الخلق إليك عائشة بنت أبي بكر. قال: ومن الثيب؟ قالت: سودة آمنت بك واتبعتك. فاختار النبي صلى الله عليه وسلم سودة حيث بقيت تعاني الوحدة بعد وفاة زوجها في مكة فخشي النبي صلى الله عليه وسلم أن ترجع إلى مكة ويفتنها أهلها في دينها فتزوجها صلى الله عليه وسلم ليحفظها ويستر عليها ويحميها من قومها الذين أسلم عدد كبير منهم بعد هذا الزواج.

فإن النظر والإمعان في هذا الزواج فيه ما يرد كيد المغرضين والطاعنين في شخص النبي صلى الله عليه وسلم الذي عرض عليه البكر والمسنة الثيب فاختار المسنة رفقًا بحالها وأنسًا لوحدتها وحفاظًا على دينها وعقيدتها.

وأما زواجه عليه الصلاة والسلام بأم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها التي كانت من سبايا بني المصطلق، وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في قصة زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم: "وقعت جويرية بنت الحارث بن المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس أو ابن عم له فكاتبت على نفسها وكانت امرأة ملاحة تأخذها العين قالت عائشة رضي الله عنها فجاءت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابتها فلما قامت على الباب فرأيتها كرهت مكانها،

<<  <   >  >>