للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يروي تخييط رفعا ونصبا فمن رفع أضمر المفعول الثاني ليذكرني وهو الكاف على تقدير ويذكرنيك خياطتك شق كعبك وقال ابن فورجة يروي تخييط كعبك ومشيك منصوبين قال وفاعل يذكرني رجلاك في النعل وقد تقدم وتخييط مفعول ثانٍ ومشيك كذلك هذا كلامه وأراد تخييط شق كعبك فقدم الكعب ثم كنى عنه وقوله في ثوب من الزيت ذكر أن مولاه كان زياتا يبيع الزيت وأن الأسود كان يحمل الزيت عاريا ويمشي متلطخا به فكأنه في ثوبٍ من الزيت هذا معنى قول ابن جنى وقال ابن فورجة يعني أنه أسود إلى الصفرة كلون الزيت وأهل العراق يسمون من كان غير مشبع السواد زيتيا أي أنت في حال كونك عاريا في ثوبٍ من الزيت لأنك حبشي

[ولولا فضول الناس جئتك مادحا ... بما كنت في سري به لك هاجيا]

أي أنا أهجوك في سري وإن مدحتك ظاهرا فلولا فضول الناس لأظهرت هجاءك وقلت أنا أمدحك به فكنت لا تعلم ذلك ولكن الناس فيهم فضول فهم كانوا يقولون الذي اتاك به هجاء لا مديحٌ

فأصبحت مسرورا بما أنا منشدٌ ... وإن كان بالإنشاد هجوك غاليا

أي كنت تسر بإنشادي هجاءك تظنه مديحا وإن كان يغلو هجوك بالإنشاد لأنك أقل قدرا من أن تهجي وينشد هجاؤك

[فإن كنت لا خيرا أفدت فإنني ... أفدت بلحظي مشفريك الملاهيا]

أي إن لم تفدني خيرا ولم تحسن إليّ فإني استفدت الملاهي برؤيتي شفتيك هذا إذا جعلت أفدت بمعنى استفدت ويجوز أن يكون المعنى أفدت نفسي الملاهي بلحظي مشفريك فيكون المفعول الأول مقدرا

ومثلك يؤتى من بلاد بعيدةٍ ... ليضحك رباتِ الحداد البواكيا

هذا تفسير الملاهي التي ذكرها وبني كافور دارا بإزاء الجامع الأعلى على البركة وتحول إليها وطالب أبا الطيب بذكرها

[إما التهنئات للأكفاء ... ولمن يدني من البعداء]

يدني يفتعل من الدنو يقول رسم التهانىء إنما يجري بين الأكفاء وبينك وبين من تقرب إليك من بعد

وأنا منك لا يهنىء عضو ... بالمسراتِ سائرَ الأعضاء

يقول أنا منك أي أشاركك في أحوالك أسر بسرورك ولا يجري التهانىء بين أعضاء الإنسان وأجزائه لاشتراكهما في بدنٍ واحدٍ وهذا طريق المتنبي يدعي لنفسه المساهمة والكفاءة مع الممدوحين في كثيرٍ من المواضع وليس ذلك للشاعر فلا أدري لم أحتمل ذلك منه

[مستقل لك الديار ولو كا ... ن نجوما آجر لهذا البناء]

يقول أنا استقل لك الديار وإن بنيت بالنجوم بدل الأجر يروي مستقل لك الديار

ولو أن الذي يخر من الأم ... واهِ فيها من فضةٍ بيضاء

يخر من خرير الماء

أنت أعلى محلةً أن تهني ... بمكانٍ في الأرض أو في السماء

[ولكن الناس والبلاد وما يس ... رح بين الخضراء والغبراء]

[وبساتينك الجياد وما تح ... مل من سمهرية سمراء]

أي إنما بساتينك الخيل والرماح فهما نزهتك

[إنما يفخر الكريم أبو المس ... ك بما يبتني من العلياء]

أي فخره ببناء المعالي لا ببناء من المدر والطين كما قال، بنى البناة لنا مجدا ومكرمةً، لا كالبناء من الأجر والطين،

[وبأيامه التي انسلخت عن ... هـ وما داره سوى الهيجاء]

أي يفخر بأيامه التي مضت ولم يكن له فيها دار سوى الحرب والمعركة

وبما أثرت صوارمه البي ... ض له في جماجمِ الأعداء

أي ويفخر بتأثير سويفه في رؤوس اعدئه

وبمسكٍ يكنى به ليس بالمس ... ك ولكنه أريج الثناء

أي ويفخر بمسكٍ يكنى به وذلك أن كنيته أبو المسك وهو كناية عن طيب الثناء عليه وليس بالمسك المعروف إنما كني بأبي المسك لما يثني عليه من الثناء الذي يطيب روائحه في الناس فهو يفخر بذلك

[لابما تبتني الحواضر في الري ... ف وما يطبي قلوب النساء]

أي لا يفخر بما يبنيه أهل الحضر في البلاد ولا بالمسك الذي يستميل قلوب النساء وإنما يفخر ببناء العلياء وبالمسك الذي هو طيب الثناء ويقال طباه وأطباه إذا دعاه واستماله ومنه قول كثير، له نعل لا يطبي الكلب ريحها، وإن خليت في مجلس القوم شمت، يعني أنها من جلد مدبوغ طيب الريح

[نزلت إذ نزلتها الدار في أح ... سن منها من السنا والسناء]

يقول الدار نازلة منك لما نزلتها فيمن هو أحسن منها رفعةً وضوءا أي تجملت بك الدار وتزينت بقربك

<<  <   >  >>