للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القطوع جميع القطع وهي الطنفسة تحت الرحل يقول رآني بعد ما طال سفري حتى قطع رواحلي قصدي إياه وقطعت الرواحل طنافسها يعني أبلتها بكثرة السير وطول المسافة

[فصير سيله بلدي غديرا ... وصير خيره سنتي ربيعا]

أي ملأني العطاء كما يملأ السيل غديرا وأصلح لي دهري حتى صار كالربيع وهو فصل الخصب والأمطار

[وجاودني بأن يعطى وأحوى ... فاغرق نيله أخذي سريعا]

جعل العطاء من الممدوح والأخذ منه مجاودة على معنى أن أخذي منه كالجود مني عليه يقول لم يلحق أخذي اعطاءه حتى اغرق أخذي أي كان هو في الإعطاء أسرع مني في الأخذ

أمنسيّ السكون وحضرموتاً ... ووالدتي وكندة والسبيعا

هذه أماكن بالكوفة سميت باسماء قبائل كانوا يسكنون هذه المحال يريد أن إحسانه ألهاه عن بلده وأهله وهذا من قول الراعي، رجاؤك أنساني تذكر إخوتي، ومالك أنساني بوهبين ماليا، وقال الطاءي، ومثل نداك أذهلني حبيب، وألبسني سلواً عن بلادي، ومثله لأبي الطيب، لولاك لم أترك البحيرة والغور دفىء وماؤها شبم،

[قد استقصيت في سلب الأعادي ... فرج لهم من السلب الهجوما]

يقول بالغت في سلب الأعداء فسلبتم كل شيء حتى النوم فرد ذلك النوم عليهم فإنهم لا يجدون النوم خوفا منك

إذا ما لم تسر جيشاً إليهم ... اسرت إلى قلوبهم الهلوعا

يقول إذا لم تغزهم بجيشك غزوتهم بالفزع فلا يزالون خائفين منك جزعين

رضوا بك كالرضى بالشيب قسراً ... وقد وخط النواصي والفروعا

أي صبروا على الذل لك كارهين كما يصبر الإنسان على الشيب إذا جلل رأسه

[فلا عزل وأنت بلا سلاح ... لحاظك ما تكون به منيعا]

العزل مصدر الأعزل وهو الذي لا سلاح معه ويقال منع الرجل يمنع مناعة فهو منيع يقول إذا كنت بلا سلاح قامت لحاظك ونظرك مقام السلاح لأنك إذا نظرت إلى عدوك قتلته هيبة لك فقامت لحاظك مقام سلاحك فصرت به منيعا والهاء ي به تعود إلى ما كأنه قال لحاظك الشيء الذي تكون به منيعا

[لو استبدلت ذهنك من حسام ... قددت به المغافر والدروعا]

يصفه بالذكاء وحدة الفطنة حتى لو أخذها بدلاً من الحسام لقطع به المغافر والدروع على الأعداء

[لو استفرغت جهدك في قتال ... أتيت به على الدنيا جميعا]

سموت بهمة تسمو فتسمو ... فما تلفي بمرتبةٍ قنوعا

قوله فتسموا يجوز أن يكون خطابا للممدوح أي كلما سمت همتك أزددت علوا ويجوز أن يكون خبرا عن الهمة يقول سموت بهمة وتلك الهمة تسمو بك أبدا فتسموا ولا تقنع بنيل مرتبة

[وهبك سمحت حتى لا جواد ... فكيف علوت حتى لا رفيعا]

يقول إحسب أن جودك محى اسم الجواد عن الناس فكيف محا ارتفاعك اسم الرفيع عن كل شيء والألف في رفيعا ليس بدلا من التنوين لأن لا تنصب النكرة بغير تنوين وقال أيضا يمدح عليّ بن إبراهيم التنوخي

أحق عافٍ بدمعك الهمم ... أحدث شيء عهداً بها القدم

يقول أولى دارس ذاهبٍ ببكائك الهمم التي درست وذهبت أي أنها أولى بالبكاء من الدمن والاطلال ثم ذكر قدم وجودها بالمصراع الثاني فقال لا عهد لأحد بالهمم لأن المحدثات تتأخر عن القدم وإذا كان القدم أحد الأشياء عهدا بها فلا عهد بها لأحد وهذا كما تقول احدث الناس عهدا بها آدم دل هذا على أنه لا عهد لأحد من الناس بها

[وإنما الناس بالملوك وما ... تفلح عرب ملوكها عجم]

أي الناس بالملوك يرتفعون وبخدمتهم ينالون الدرجة الرفيعة والعرب إذا ملكتهم العجم لا يفلحون لما بينهما من التباين والتنافر واختلاف الطبائع واللغة ثم بين هذا فقال

[لا أدب عندهم ولا حسب ... ولا عهود لهم ولا ذمم]

بكل أرضٍ وظئتها أمم ... ترعى بعبد كأنها غنم

يعني عبيد الخلفاء من الأتراك الذين كانوا يأمرون على الناس

[يستخشن الخز حين يلمسه ... وكان يبرى بظفره القلم]

[إني وإن لمت حاسدي فما ... أنكر أنى عقوبة لهم]

يقول إنهم معذورون في حسدي لأنهم معاقبون بتقدمي عليهم وظهور نقصانهم بزيادة فضلي

وكيف لا يحسد أمرء علم ... له على كل هامةٍ قدم

<<  <   >  >>