للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - معنى الرزق في الشرع:

ورد لفظ الرزق كثيراً في كتاب الله، كما ورد الفعل منه بتصريفاته، ومنها قوله - تعالى -: {كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ} [البقرة - ٦٠] ، وقوله: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [فاطر - ٣] .

كما ورد لفظ الرزق في السنة المطهرة، وورد الفعل منه، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله - عز وجل -، إنه يشرك به، ويجعل له الولد، ثم هو يعافيهم، ويرزقهم" ١.

ومعنى الرزق في الكتاب والسنة هو بمعناه الوارد في اللغة، يقول الحافظ أبو بكر الإسماعيلي - رحمه الله - في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: "وإن الله يرزق كل حي مخلوق، رزق الغذاء الذي به قوام الحياة، وهو ما يضمن الله لمن أبقاه من خلقه، وهو الذي رزقه من حلال أو حرام"٢.

ويقول الإمام أبو حنيفة - رحمه الله - في بيانه لصفات الله: "وأما الفعلية؛ فالتخليق، والترزيق، والإنشاء.."٣.

وقال الإمام ابن تيمية - رحمه الله -: "وكذلك كونه خالقاً، ورازقاً، ومحسناً، وعادلاً، فإن هذه أفعال فعلها بمشيئته وقدرته"٤.

وقال ابن القيم - رحمه الله - في النونية:

وكذلك الرزاق من أسمائه ... والرزق من أفعاله نوعان

رزق على يد عبده ورسوله ... نوعان أيضا ذان معروفان

رزق القلوب العلم والإيمان ... والرزق المعد لهذه الأبدان

هذا هو الرزق الحلال وربنا ... رزاقه والفضل للمنان

والثاني سوق القوت للأعضاء فـ ... ـي تلك المجاري سوقه بوزان


١ - أخرجه مسلم في كتاب القيامة وصفة الجنة والنار، باب لا أحد أصبر على أذى من الله عز وجل ٤/٢١٦٠، ح ٢٨٠٤. وبنحوه البخاري في الأدب، باب الصبر على الأذى ٤/١٠٩ - ١١٠، ح ٦٠٩٩، وفي كتاب التوحيد باب قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات - ٥٨] ٤/٣٧٩، ح ٧٣٧٨.
٢ - كتاب اعتقاد أهل السنة ص ٥٢.
٣ - شرح الفقه الأكبر ص٣٥.
٤ - مجموع الفتاوى ٦/٢٢٩.

<<  <   >  >>