للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - معنى الإيجاد في الاصطلاح:

أ - معنى الإيجاد في اصطلاح أهل السنة:

لم يرد لفظ الإيجاد أو الوجود أو الموجود في كتاب الله، وقد ورد الفعل وجدوما تصرف منه في آيات كثيرة، والمعنى فيها قريب من بعض.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "من المعلوم أن لفظ الوجود هو في أصل اللغة مصدر وجدت الشيء أجده وجوداً، ومنه قوله - تعالى -: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} [النساء - ٤٣، المائدة - ٦] وقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ} [النور - ٣٩] وقوله: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى} [الضحى - ٦ - ٧] وأمثال ذلك، فالموجود هو الذي يجده الواجد كنسبة المعلوم إلى العلم، والمذكور إلى الذكر.."١.

ولا يوجد في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنقول إلينا لفظ الإيجاد ولا الموجود ولا الوجود٢.

ولم يتحدث أهل السنة كثيراً عن لفظ الإيجاد لأن له مرادفاً شرعياً وارداً في الكتاب والسنة وهو لفظ الخلق، ومما ذكره أهل السنة عن لفظ الإيجاد؛ قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "ولفظ الوجود قد يعنى به المصدر، إما مصدر وَجَد يَجِد وجوداً، أو مصدر أوجده الله، أو مصدر وجدته أجده وجوداً. لكن ليس المراد في هذا المقام مسمى المصادر فإن إيجاد الله للخلق هو خلقه لهم، وهذا عند الأكثرين هو فعل غير المخلوقين، وعند كثير من النظار الخلق هو المخلوق"٣.

فالإيجاد هو خلق المخلوقات. وقال ابن القيم - رحمه الله -: "فالخلق الإيجاد"٤،


١ - بيان تلبيس الجهمية ١/٣٢٨، وانظر: مفردات الراغب ص ٨٥٤ - ٨٥٥.
٢ - وذلك حسب اطلاعي.
٣ - الصفدية ٢/١٩٠.
٤ - شفاء العليل ص٦٥.

<<  <   >  >>