للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويذكر القاضي عبد الجبار بعض تعريفات المعتزلة للعلم الضروري، ومنها حده بأنه: "العلم الذي يحصل فينا، لا من قبلنا، ولا يمكننا نفيه عن النفس بوجه من الوجوه"١، وقال أيضا: "وقد حد العلم الضروري بأنه العلم الذي لا يمكن العالم نفيه عن نفسه بشك، ولا شبهة، وإن انفرد"٢.

ويقول شيخ الإسلام: "حد العلم الضروري، وهو الذي يلزم نفس العبد لزوماً لا يمكنه معه دفعه عن نفسه"٣.

ويذكر التفتازاني أن العلوم الضرورية تنحصر في ست:

بديهيات يحكم العقل بها بمجرد تصور الطرفين وتسمى الأوليات، ومشاهدات يحكم بها بواسطة حس ظاهر، وتسمى الحسيات، أو باطن وتسمى الوجدانيات، وفطريات ويحكم بها بواسطة لا تغرب عن الذهن، ومجربات يحكم بها بواسطة تكرر المشاهدة، ومتواترات يحكم بها بمجرد خبر جماعة يمتنع تواطؤها على الكذب، وحدسيات يحكم بها بواسطة حدس من النفس٤.

ويرجع بعض المتكلمين هذه الأنواع إلى قسمين: البديهيات والحسيات٥.

وقال شيخ الإسلام: "البديهي هو ما إذا تصور طرفاه جزم العقل به"٦. والقضايا البديهية قد تتفاوت فالبديهي هو ما إذا تصور طرفاه جزم العقل به، والمتصوران قد يكونان خفيين، فالقضايا تتفاوت في الجلاء، والخفاء، لتفاوت تصورها، كما تتفاوت لتفاوت الأذهان، وذلك لا يقدح في كونها ضرورية٧.


١ - شرح الأصول الخمسة ص٤٨.
٢ - المرجع السابق ص٤٨.
٣ - درء التعارض ٦/١٠٦، وانظر: الدرء ٧/٤٣٠، بيان تلبيس الجهمية ١/٢٦٦.
٤ - انظر: شرح المقاصد ١/٢١٠، وانظر اختلاف الناس حول بعض هذه الأنواع في الدرء ٧/٤٢٩ - ٤٣١.
٥ - انظر: شرح المقاصد ١/٢١٣ - ٢١٤، أصول الدين ص٨، المواقف ص١٤.
٦ - درء التعارض ١/٣١.
٧ - انظر: المرجع السابق ١/٣١.

<<  <   >  >>