للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - معنى الممتنع في الاصطلاح:

يتفق أهل السنة، مع الفلاسفة، والمتكلمين، في تعريف الممتنع مع اختلاف في العبارة، فيقول شيخ الإسلام في تعريف الممتنع: "الممتنع الذي لا يتصور وجوده في الخارج، وإنما يقدره الذهن تقديراً"١.

وقال: "الممتنع هو ما لا يمكن وجوده في الخارج"٢.

ويعرف ابن سينا الممتنع بأنه ضروري العدم ٣.

ويقول الرازي: "..ولا استحقاق الوجود يصدق على أمرين أحدهما: الممتنع وهو واجب العدم"٣.

يقول الآمدي: "وأما الممتنع فما لو فرض موجوداً، لزم عنه المحال"٤.

وفي الصحايف: "والممتنع بالذات ما يقتضي لذاته عدمه"٥.

والممتنع نوعان: الأول الممتنع لنفسه مثل كون الشيء موجوداً معدوماً، والثاني: الممتنع لغيره مثل ما علم الله - تعالى - أنه لا يكون وأخبر أنه لا يكون، وكتب أنه لا يكون، فهذا لا يكون، وقد يقال إنه يمتنع أن يكون، لأنه لو كان للزم أن يكون علم الله بخلاف معلومه، وخبره بخلاف مخبره، لكن هذا هو ممكن في نفسه، والله قادر عليه كما قال: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة - ٤] ٧.

وعليه فتعريف الممتنع لنفسه هو: ما لا يمكن وجوده في الخارج، لأن ذاته تقتضي العدم.


١ – درء التعارض ١/٢٨٩.
٢ – منهاج السنة ٢/٢٨٩.
٣ - انظر: النجاة ١/٣٠، معيار العلم ص٣٣١.
٣ – المباحث المشرقية ١/٢٠٨.
٤ – المبين ص٧٩.
٥ – الصحايف الإلهية ص١٢٤.
٧ - انظر: منهاج السنة النبوية ٢/٢٨٩، معيار العلم ص٣٣٣، موسوعة مصطلحات دستور العلماء ص٨٩٠.

<<  <   >  >>