للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشرك في الربوبية]

١ - معنى الشرك في اللغة:

يقول ابن فارس: "الشين والراء والكاف أصلان، أحدهما يدل على مقارنة وخلاف انفراد، والآخر يدل على امتداد واستقامة.

فالأول الشركة، وهو أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما."١

وفي الصحاح: "..وشركته في البيع والميراث أشركه شركة، والاسم الشرك..والشرك أيضاً الكفر. وقد أشرك فلان بالله فهو مشرك ومشركي"٢.

فالشرك لفظ يدل على اقتسام الشيء بين اثنين فأكثر، دون أن ينفرد به واحد.

وقد سبق بيان معنى الرب في اللغة وهو المالك والمصلح والمربي٣.

٢ - معنى الشرك في الشرع:

ورد لفظ الشرك في كتاب الله، وفي كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - في مواضع كثيرة، ومن ذلك قوله - تعالى -: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان - ١٣] وقوله: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً} [الجن - ٢٠] ، وغيرها كثير، ومن السنة مارواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكبائر، أو سئل عن الكبائر، فقال: "الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين.." ٤، إلى غير ذلك من الأحاديث.


١ - معجم مقاييس اللغة ٣/٢٦٥.
٢ - الصحاح ٤/١٥٩٣ - ١٥٩٤.
٣ - انظر البحث ص١٣٨.
٤ - أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب عقوق الوالدين من الكبائر ٤/٨٨، ح ٥٩٧٧، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها ١/٩٢، ح ٨٨.

<<  <   >  >>