للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - معنى العقل في الشرع:

لم يرد لفظ العقل في القرآن، وإنما ورد الفعل منه نحو يعقلون، وتعقلون، قال - تعالى -: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ} [العنكبوت - ٤٣] ، وفي القرآن الأسماء المتضمنة له كاسم الحجر والنهى والألباب ونحو ذلك. وكذلك في الحديث لا يكاد يوجد لفظ المصدر في كلام النبي، في حديث صحيح، إلا الحديث الذي في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال: "خرج رسول الله في أضحى، أو فطر، إلى المصلى فمر على النساء فقال: "يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار فقلن: وبم يا رسول الله؟ فقال: "تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل، ودين، أذهب للب الرجل الحازم، من إحداكن" ١.

وورد العقل في السنة بمعنى الدية، وبمعنى الإمساك، والربط، وهذا ليس هو محل البحث، بل محل البحث هو لفظ العقل الوارد في الحديث السابق.

وقد ذكر شيخ الإسلام - رحمه الله - بعض التعريفات للعقل ثم بين القول الصواب حيث يقول: "من الناس من يقول العقل هو علوم ضرورية، ومنهم من يقول العقل هو العمل بموجب تلك العلوم، والصحيح أن اسم العقل يتناول هذا وهذا، وقد يراد بالعقل نفس الغريزة التي في الإنسان، التي بها يعلم، ويميز، ويقصد المنافع دون المضار"٢.

وعلى هذا فتعريف لفظ العقل هو أنه لفظ يراد به الغريزة التي بها يعلم، ويراد به أنواع من العلم، ويراد به العمل بموجب ذلك العلم.


١ - انظر: بغية المرتاد ص ٢٤٨ - ٢٤٩.
والحديث أخرجه البخاري في كتاب الحيض باب ترك الحائض الصوم ١/١١٤، ح ٣٠٤، وبنحوه مسلم في كتاب الإيمان باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات ١/٨٦، ح ٧٩.
٢ - مجموع الفتاوى ٩/٢٨٧، وانظر: بغية المرتاد ص٢٥١، الصفدية٢/٢٥٧.

<<  <   >  >>