للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - معنى الفيض في اللغة:

قال الخليل: "فاض الماء والدمع والمطر والخير، يفيض فيضاً، أي كثر، وفاضت عينه، تفيض فيضاً أي سالت..وفاض صدر فلان بسره، إذا امتلأ فأظهره، والحوض فائض، أي ممتلىء فيضاً، وفيضوضة..وأفاض القوم من عرفات، أي رجعوا ودفعوا، وكل دفعة إفاضة"١.

وقال ابن فارس: "الفاء والياء والضاد أصل صحيح واحد، يدل على جريان الشيء بسهولة، ثم يقاس عليه، من ذلك فاض الماء يفيض"١.

فالفيض لفظ يدل على كثرة الشيء، وجريانه بسهولة.

٤ - معنى الفيض في الشرع:

لم يرد مصطلح الفيض في كتاب الله، وورد الفعل منه، نحو قوله - تعالى -: {تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ} [المائدة - ٨٣] أي تسيل، وقوله - تعالى -: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ} [البقرة - ١٩٨] قال الراغب: "أي دفعتم منها بكثرة، تشبيهاً بفيض الماء"٣. ومن السنة قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث نزول عيسى ابن مريم: "فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الحرب، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد" ٤، يفيض أي يكثر. فمعنى الفيض في كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، هو المعنى الوارد في اللغة.


١ - العين ٧/٦٥، وانظر: الصحاح ٣/١٠٩٩، لسان العرب ٧/٢١٠، القاموس المحيط ص٨٣٩.
١ – معجم مقاييس اللغة ٤/٤٦٥.
٣ - المفردات ص٦٤٨.
٤ - جزء من حديث أخرجه البخاري في مواضع منها كتاب الأنبياء، باب نزول عيسى بن مريم ٢/٤٩٠، ح ٣٤٤٨، ومسلم في كتاب الإيمان باب نزول عيسى بن مريم حاكماً بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ١/١٣٥، ح ١٥٥.

<<  <   >  >>