للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتثليث هو اعتقاد النصارى أن الله ثالث ثلاثة، أب وابن وزوجة، أو الأب والابن والروح القدس، يقول ابن عباس - رضي الله عنه - في تفسير قوله - تعالى -: {وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ} [النساء - ١٧١] " يريد بالتثليث الله - تعالى - وصاحبته وابنه"١. ويقول الطبري إن النصارى قبل افتراقهم: "يقولون الإله القديم جوهر واحد يعم ثلاثة أقانيم، أباً والداً غير مولود، وابناً مولوداً غير والد، وزوجة متتبعة بينهما"٢. كما يذكر القاضي عبد الجبار إن معنى التثليث عند النصارى هو: "إنه - تعالى - جوهر واحد، وثلاثة أقانيم: أقنوم الأب، يعنون به ذات الباري عز اسمه؛ وأقنوم الابن، أي الكلمة، وأقنوم روح القدس، أي الحياة"٣.

وقال القرطبي: "والنصارى مع فرقهم مجمعون على التثليث، ويقولون إن الله جوهر واحد وله ثلاثة أقانيم، فيجعلون كل أقنوم إلهاً، ويعنون بالأقانيم الوجود والحياة والعلم، وربما يعبرون عن الأقانيم بالأب والابن وروح القدس، فيعنون بالأب الوجود، وبالروح الحياة، وبالابن المسيح..ومحصول كلامهم يؤول إلى التمسك بأن عيسى إله بما كان يجريه الله - سبحانه وتعالى - على يديه من خوارق العادات"٤.

ويقول الدكتور يوسف بوست، في قاموس الكتاب المقدس: "طبيعة الله عبارة عن ثلاثة أقانيم متساوية: الله الأب، والله الابن، والله الروح القدس، فإلى الأب ينتمي الخلق بواسطة الابن، وإلى الابن الفداء وإلى الروح القدس التطهير، غير أن الثلاثة الأقانيم تتقاسم جميع الأعمال الإلهية على السواء"٥.

وهذا يبين مدى الشرك الذي عليه النصارى، إذ أثبتوا ثلاثة أرباب فاعلين.


١ - تفسير القرطبي ٦/٢٣.
٢ - تفسير الطبري ٦/٣١٣.
٣ - شرح الأصول الخمسة ص٢٩١، وانظر: المغني للقاضي عبد الجبار ٥/٨١، تلبيس إبليس ص٩٨.
٤ - تفسير القرطبي ٦/٢٣.
٥ - قاموس الكتاب المقدس ص ١٣، نقلا عن مقارنة الأديان للدكتور أحمد شلبي ٢/١٣٤ - ١٣٥.

<<  <   >  >>