للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - معنى السحر في الشرع:

ورد لفظ السحر في آيات كثيرة، ومنها قوله - تعالى -: {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة - ١٠٢] وقوله - سبحانه -: {قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ} [يونس - ٨١] .

كما ورد لفظ السحر في السنة، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اجتنبوا الموبقات الشرك بالله والسحر" ١، وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان لسحرا" ٢. والسحر في الشرع يطلق على عدة معان مختلفة كما هو في اللغة، ولذلك يقول الشافعي - رحمه الله -: "والسحر اسم جامع لمعان مختلفة"٣.

وقال الشنقيطي - رحمه الله -: "اعلم أن السحر في الاصطلاح، لا يمكن حده بحد جامع، مانع، لكثرة الأنواع المختلفة الداخلة تحته، ولا يتحقق قدر مشترك بينها، يكون جامعاً لها مانعاً لغيرها، ومن هنا اختلفت عبارات العلماء في حده اختلافاً متبايناً"٤.

وفيما يلي بعض التعريفات للسحر، وهي تعريفات متباينة - كما قال الشنقيطي - رحمه الله -، وذلك لأن كل تعريف منها قد تضمن نوعاً من أنواع السحر.

يقول الطبري - رحمه الله -: "معنى السحر تخييل الشيء إلى المرء بخلاف ما هو به في عينه وحقيقته"٥.

ويعرف الجصاص٦ - رحمه الله - السحر بأنه: "كل أمر خفي سببه، وتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع"٧، وهذا بمعنى تعريف الطبري.


١ - أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب الشرك والسحر من الموبقات ٤/٤٨، ح ٥٧٦٤.
٢ - أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب إن من البيان سحراً ٤/٤٩، ح ٥٧٦٧.
٣ - الأم للشافعي١/٢٥٦.
٤ - أضواء البيان للشنقيطي ٤/٤٤٤.
٥ - تفسير الطبري ١ /٤٦٣.
٦ - أحمد بن علي الرازي، أبو بكر الجصاص، فاضل من أهل الري، سكن بغداد ومات فيها، انتهت إليه رئاسة الحنفية، ألف كتاب أحكام القرآن، وكتاباً في أصول الفقه، توفي سنة ٣٧٠هجرية. انظر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي ١/٢٢٠، شذرات الذهب ٣/٧١.
٧ - أحكام القرآن للجصاص ١/٥١، وانظر: الكليات ص٥١٠، التوقيف ص٣٩٩.

<<  <   >  >>