للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالعقل الحقائق التي أخبر بها الرسول أكمل من علمه بها١، وهو ما يصرح به مشايخ الاتحادية. وكثير منهم يدعي الكشف والشهود لما يخبرون عنه، وأن تحققهم لا يوجد بالنظر والقياس والبحث، وإنما هو شهود الحقائق وكشفها، ويقولون: ثبت عندنا بالكشف ما يناقض صريح العقل٢.

والكشف يقابله الإشراق عند السهروردي٣، والإشراق عنده هو ظهور الأنوار العقلية، ولمعانها وفيضانها على الأنفس الكاملة، عند التجرد عن المواد الجسمية٤.

وعرفه أيضاً بأنه" شروق الأنوار على النفس بحيث تنقطع عن منازعة الوهم"٥.

ومما يدخل في معنى الكشف عند الصوفية، وهو من أنواعه وحالاته ووسائله:

"١" - الوارد: وهو كل ما يرد على القلب من المعاني الغيبية من غير تعمد من العبد٦.

"٢" - الخاطر: وهو ما يرد على القلب والضمير من الخطاب، ربانياً كان أو ملكياً، أو نفسياً، أو شيطانياً، من غير إقامة. وقد يكون كل وارد لا تعمّل لك فيه٧.

"٣" - التجلي: وهو ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب٨.

"٤" - المحادثة: وهي خطاب الحق للعارفين من عالم الملك والشهادة٩.

"٥" - المسامرة: وهي خطاب الحق للعارفين، ومحادثته لهم في عالم الأسرار والغيوب١٠.


١ - انظر: درء التعارض ٥/٣٣٩ - ٣٤٠.
٢ - انظر: بيان تلبيس الجهمية ٢/٥٣٨.
٣ - الفيلسوف المنطقي، شهاب الدين يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي، كان يتوقد ذكاء إلا أنه قليل الدين، وقال ابن أبي أصيبعة اسمه عمر، له كتاب التلويحات اللوحية والعرشية، وكتاب المعارج والمطارحات، وكتاب حكمة الإشراق، وسائرها ليست من علوم الإسلام، وكان يتهم بالانحلال والتعطيل، ويعتقد مذهب الأوائل، اشتهر ذلك عنه وأفتى علماء حلب بقتله، وقتل في أوائل سنة سبع وثمانين وخمس مئة. انظر: سير أعلام النبلاء ٢١/٢٠٧ - ٢١١، كشف الظنون ١/٦٨٤.
٤ - انظر: حكمة الإشراق للسهروردي ص٢٩٨، نقلا عن المعجم الفلسفي للأستاذ مراد وهبة ص٦٨.
٥ - رسالة كلمات الصوفية للسهروردي، مجلة معهد المخطوطات العربية رقم ٢٨، ص ١٨٣، نقلا عن المعجم الفلسفي للأستاذ مراد وهبة ص٦٨.
٦ - انظر: المعجم الصوفي للدكتور الحفني ص٢٥٥.
٧ - انظر: معجم الكلمات الصوفية للنقشبندي ص٣٠، المعجم الصوفي ص٨٥.
٨ - انظر: معجم الكلمات الصوفية ص٢١، المعجم الصوفي ص٤٨.
٩ - انظر: معجم الكلمات الصوفية ص٧٨، المعجم الصوفي ص٢٢١.
١٠ - انظر: معجم الكلمات الصوفية ص٧٩، المعجم الصوفي ص٢٣٠.

<<  <   >  >>