للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بخبره، وإما بخبره وتنبيهه ودلالته على الأدلة العقلية، ولهذا يقولون: لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -"١.

فأهل السنة يلتزمون ألفاظ الكتاب والسنة في العقيدة ما أمكنهم ذلك، ويردون ما عارضها ويجعلونها الأصل، وقد سبق بيان ذلك، وفي هذا يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - وهو يتحدث عن الأدب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن الأدب معه أن لا يستشكل قوله، بل تستشكل الآراء لقوله، ولا يعارض نصه بقياس بل تهدر الأقيسة، وتلقى لنصوصه، ولا يحرف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه أصحابه معقولاً، نعم هو مجهول وعن الصواب معزول، ولا يوقف قبول ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على موافقة أحد. فكل هذا من قلة الأدب معه - صلى الله عليه وسلم - وهو عين الجرأة"٢.

فمصدر أهل السنة الثاني لألفاظ العقيدة هو كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


١ - بيان تلبيس الجهمية ١/٢٤٨.
٢ - مدارج السالكين ٢/٣٩٠.

<<  <   >  >>